
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
لما التنمر والإحراج؟
لقد خلقنا الله من طين، و أصلنا طين وسوف نعود له وندفن فيه بعد انتهاء أعمارنا، وحينما يأذن الله بقبض أرواحنا، فاعرف أصلك ولا تعب في غيرك، و أنظر لنفسك و عاتبها و اصلحها أولا، فلا تنصح شخص بشئ لا تفعله أنت، و لا تنهيه عن فعل شئ تفعله أنت؛ لأنه بالتأكيد لن يعمل بنصيحتك و سيتجاهلها كأن لم يسمعها، و لا تحرجه بكلام و لا تكسر قلبه بقول أو بفعل ، و لا تتنمر عليه، فأنت لا تعلم حجم الكسر و الإحراج الذي تسببه له بتنمرك عليه، فكلنا ضيوف في الدنيا ، فكن ضيفا مهذبا و أحسن التصرف و المعامله؛ لأنك بالنهايه سترحل، ولن يبقى سوى أثرك ، و أخلاقك من ستجيب عنك،،فكن على خلق؛ لأنك ستحاسب، فإن المده التي سيتحدث الناس عنا فيها تتحدد بسلوكنا وأعمالنا وحسن تعاملنا وتصرفنا وحسن أخلاقنا، ألا تعلم أن الله ـــ سبحانه و تعالى ـــ غضب من سيدنا نوح - عليه السلام - عندما عاب في شكل الكلب، حيث قال:" يا له من منظر قبيح "فرد عليه الله و قال له:" اخلق أجمل منه إن استطعت "فندم وتعلم، فلا يجب أن تعيب في أحد وتعلق بالسوء عليه فلا تتنمر على أحد و لا تتحدث بالسوء عن شكله أو حجمه أو وزنه أو طوله أو مستواه الإجتماعي أو المادي أو أيا كان، فهم ليسوا شياطين و أنت لست ملاك، فهم لم يخلقوا أنفسهم و أنت لم تخلق نفسك، فلو كان بيد كل مخلوق خلق نفسه لما كان هناك أي مخلوقات بشعه من رأينا، فلا تعلم أثر قولك على مشاعره، فعندما تتحدث عن شخص بطريقه سيئه قد يقول أنه لم ينزعج و هو داخله مكسور، و قد يرد عليك رد قاسي يحرجك ويخجلك، فلا تحزن فالبادي أظلم، أنت من تنمرت عليه و عليك بتحمل عوقب ذلك،" فمن تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه "، و لا تجرح من يعتبرونك عزيز عليهم؛ لكي لا تقل مكانتك بقلبهم؛ لأنك حتى و إن كنت صديق غالي لأحدهم و تحدثت بالسوء عنه صدقني سيبدأ بتجنبك والابتعاد عنك؛ لكي يحافظ على كرامته وقلبه، و احتمال أن يخسر ثقته في الأصدقاء والناس عامة أو سيخسر ثقته في نفسه، و إن كان صديق صالح لك و بسبب معاملتك و تنمرك عليه تركك و ابتعد عنك ستندم و تقول يا ليتني لم ازعجه، لكن كم من كلمة يا ليت ستقول وكم مرة ستندم بعد، ففي الغالب يأتي الندم بعد إنتهاء الوقت ولا يفيد الندم في شئ إنه فقط يحزننا، فإن لم نستطع قول الحسن فعلينا بالصمت فإن" الكلمه الطيبه صدقه " فلا تتنمر على من يعتبرك بمثابة أخ له، فما يحق لك أن تتحدث عنه هو أخلاقه الحسنه لا شكله ولا هيئته، و إياك و ذكر مساوءه، فمهما دار الزمان سترد لك ويقال عنك ما تحدثت به عن غيرك، فتحدث عن غيرك بما تحب أن يتحدث عنك به.
"لا للتنمر".
آية عبد الناصر
التصنيف
خواطر
جميله ربنا يبارك
ردحذف