
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"ربما اكتئابي يجيد التمثيل"
أن اكون مكتئبًا فهذا لا يعني أن أنعزل، ربما اكتئابي أشد قسوةً مما تتخيل، ذاك الإكتئاب الذي يجعلُني أُمارِس حياتي بشكلٍ طبيعي، انهض من فراشي بلا رغبةٍ حقيقيةٍ في النهوض، لكني مُجبر على مواصة يومي لأني لا أملُك إلا أسباباً تافهةً بالنسبة للبعض، حتى أني اخجل من اعتزالُكم، ءأكل وأنا فاقدٌ تمامًا للشهية والمذاق، لا فرق بين البصل وقطعة الحلوى في فمي، أجلس مع الناس لِتجنب سؤالهم عن غيابي، لأني مُجبر على أن اكون طبيعيًا، في وادٍ آخرٍ أنا بأفكاري وإضطراباتي ومخاوفي رغم أني اجلس معهم إلا أني بعيد كل البعد عنهم، أراهم يضحكون فأضحك معهم، دون أن اعرف سبب هذا الهرج والضحك لكني اضحك فحسب، تأخرت القهوة قليلاً؟!
لن انفعل ربما أني لم اطلبها من الأساس،
لم احقق إنجازًا هامًا في حياتي،لكن لا يهم فمهما طال سيأتي شيءٌ يحطمه ويهزمه،
عندما يدخل احدهم حياتي ويوعدني بالبقاء اتسائل"كم سيكون رائع ان كنا التقينا قبل تشبع قلبي بالحزن والتعاسة!! "
أواصل القيام بمهامي الطبيعية كأنسانٍ طبيعيٍ مُـسالم لا يريد أن يؤذي أحدًا أو يتأذى من أحد،
ثم يأتي الظلام فينخلعُ وشاح ثباتي وتهزمني موسيقى جديدة، أو مقتبس حزين لكاتب يشعر بما أشعُر،
تقتلُني الذكريات ويحرضُني الأنين على الصراخ،
لكني لا استطيع الصراخ، لا أملك سبباً قوياً اخبر أهلي به إن استيقظواْ على صراخي ذات ليلة، لا املُك إلا الإعتذار حتى عن أفعال وكوارث لم ارتكبها،
والشفقة تجاه نفسي، كم انا مسكين!
كيف اتحمل كل هذا في الخفاء؟!
دون عِلم احدهم!!او حتى دون مساعدة احدٌ لي!!
لِما لم اطلب مِن احد ان ينتشُلني من هذا الضياع وتِلك المتاههه التي ارتميتُ بِها!!ولِما لم يلحظ احد تعبي و ألمي وتوهاني!!
اُواصل التأمل والتفكير نحو اللا شيء، اللا شيء مُتعب جدًا يا صاح، من فرط الآلام وبعد ليلةٍ في غاية القسوة كان بَـطلها الصراخ الصامت والبُـكاء المرتعش، اغدو في نومٍ متقطعٍ لتُـواصل اكتئابي مع كوابيسٍ أقل قسوة من الواقع،
ثم استيقظ من جديد وأُعيد نفس المهام،
أن اكون مكتئبًا فهذا لا يعني أن اكون منعزلًا، ربما إكتئابي يُجيد التمثيل!.
بوسي سالم طايل
التصنيف
خواطر