هُجران عالم


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


لو أنني كُنتُ في تِلكَ الجزيرة المهجورة لحقَّقتُ كُلّ ما يدور في مُخيّلتي، وأصبحتُ في قِمّة سعادتي، أتعلم شُعور أنْ تكون أحلامك هُجران مكانٍ يسكُنهُ البشر! 
أتعلم أنَّ أكبر مخاوفك بالأمس أصبحتْ أكثر أُمنية تُودُّ تحقيقها، أسرحُ أحيانًا في سنواتٍ قد مضت، مَن أنا وما هذهِ الأيام المُتشابهة المُتراكِمة على قلبيِ، أينَ الطِفل الذي كانت تتساقط دُمُوعِه على لُعبةٍ يودُّ شِرائُها، أينَ الشخص الذي كانَ مَجيئ الليل هوَ أكبر هُمُومهِ، ومُجرّد شُروق الشمس يَجعل الابتسامة تُنير وجههِ، لماذا تغيّر شكل الشوارع والأماكن؟ لماذا لَم يعُد أكبر مخاوفي هو صوتُ أُمي حينَ تقول لي"انتهى وقتُ اللعِب" الآن أصبحتْ أُمي تقولُ لي لا لم ينتهِ وقتُ اللعِب، اذهب إلى أصدقائك وأخبرهُم أنهُ يُمكنكم اللعب بَعد، كيفَ أُخبرك يا أُمي أنني أنا الذي انتهيتُ وأنهكتني الأيام، كيفَ أقول لكِ أنَّ الليل وغُرفتي هُما عالمي الآن، حينَ أصبح كُلّ شيءٍ مُباح أصبحتُ أنا مُحال، لماذا لم يعُد يوم إجازة أبي مِن عملهِ أجمل أيامي؟ أينَ هيَّ سهرة العائلة وتجمُّع آخر الأسبوع، لماذا اعتزلتُ كُلّ هذا دونَ أدنى مجهودٍ مني، هل تغيّرت الأيام والأماكن والشوارع والبشر أجمع أم أنا الذي لم أعُد أنا؟

انتصار عبدالكريم
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان