جبروت أنثى


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


أطالت الشرود سابِحةً بِمخيلَتِها عَبر طيات الماضي، تنظر إلى سَقفِ الغرفة، كأنها مَريضة بِالتوحد، عازفةٌ بِأركان القلب، سابحةٌ بِأجواءِ الماضي، 
كانت كالمُحارِبِ الصامِت، الذي يُهزم ويستقبِل الضربات بِرحابةِ صَدر، تتذكر ما حدث لها ليله أمس وهي في طريق عودتها من عملها فهي تعمل لمساعدة عائلتها، تتذكر ذلك الذي يطلق عليه اسم رجل فقط في بطاقته، هو لا يعرف معنى ذلك وهو رب عملها تتذكر نظراته التي كانت تخترقها وجعلتها تشعر بأنها عارية أمامه، تتذكر لماسته على أجزاءِ جسدها وكأنها تحل له، نظرت له نظرة استحقار، وعينها بدأت تذرف بالدموعِ، وهي تشعر أن قلبها ينزف دمًا، فكيف يُباح له أن ينظر لي تلك النظرات وأن يلمس جسدي؟! فهو لا يهاب من القانونِ؛ لأنه مدرك تمامًا أن جميع الفتيات سيصمتون حينها، قامت توقفت عن البكاء نظرت إلى المرآه الذي حطمتها، وقالت ستأخذ حقها بالقانون وسيعاقب، وسيكون عبرة لمن يفكر أن يفعل ذلك في فتاةٍ أخرى، ذهبت وقصت ما حدث لها لوالدتها وكانت ردة فعلها مثل أمهاتنا جميعًا خائفة من أن تُفضح فتاتها، استجمعت قواها وذهبت إلى والدة احدى صديقاتها فهي محامية وقصت لها ما حدث، وبدأت الشروع في إجراءات القضيه، وبدأت القضية تنتشر خبرها في أنحاء الجمهورية، وجدت الكثير من الفتيات يساندونها والكثير من الأمهات يدعون أن يعاقب ذلك المتحرش، يدعون بحرقه، فيوجد بعضهم أمهات لضحايا تحرش او اغتصاب فقدوا أبناءهم؛ بسبب أنهم لم يجلبوا حقهم مِنْ مَنْ تحرش بهم أو اغتصبهم، نسوا أن للمرأه حق ويجب أن يؤخذ، سكوتٌ تام وبضع دقائق على نطق الحكم، نطق القاضي الحكم وعاقب المتهم حسب القانون في الماده 306 مقرر (أ) بأن يحبس المتهم مدة ست شهور وأن يدفع غرامه لا تقل عن ثلاثه آلاف جنيه، 
حينها شعرت بالانتصار، استطعتُ أن آخذ حقي وأخذت بثأر كل فتاةٍ تعرضت لموقف مثل هذا، شعرت بالفرحِ يجتاح قلبي، شعرت وكأنني وضعت كل فتاة على أول طريق الأخذ بالثأر، فنصيحة مني يا فتاتي لديكِ حق لا تستسلمي ولا تتركيه أبدًا، فأنتِ حواء الذي وقف الجميع تبجيلًا لها، أنتِ حواء الذي لا أحد يجرؤ عليها من أوقفتي العالم احترامًا لكي، أنتِ حواء فكيف لكي أن تستسلمي للمعركة؟!

"واجعلي من التاء المربوطة مشنقه يشنق بها كل من يتعرض لكي أو يعترض طريقك"

"شهد شريف "ديڤشا
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان