
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
لقد أهلكني الحزن يا عزيزي، للحد الذي لم أستطع التحدث عن مرارته، أهلكني بجميع معاني الهلاك، أخذ مني أعوامًا وشهورًا وأيامًا وساعاتٍ لمعالجته، ولكنني لم أعالجه إلى الآن، الحزن إذا امتلك قلبك؛ يحتوي جميع جسدك، وها قد احتوى بالفعل جسدي، وأخذ أعضاء جسدي مستنفعًا بها، وأنا أصبحت الضريرة، أصبحت المهلكة جسديًا، أصبحت المهلكة نفسيًا، أصبحتُ إنسانًا آخرًا على الإطلاق.
لم يكن للحزن أسباب تستدعي تلك المبالغات التي أتحدث عنها، فوالله ما هي بمبالغات، تلك هي الحقيقة.
هل تريد أن تعرف ما هو سبب حزني؟ سأحكي لك:
لقد وثقت بجميع من حولي ثقة لا توصف، ثقة عمياء بمعنى الكلمة؛ ولكنني خُذلتُ منهم بجميع أنواع الخذلان.
ولكن هذا لم يضعفني، لقد تعلمتُ منه درسًا لن ينسى أبداً.
"تلك الدنيا علمتني الكثير والكثير، علمتني أن لا أثق بأحد، فسيأتي عليّ اليوم ويثبت لي أن ثقتي بذلك الشخص كانت سبب من أسباب استغلاله لي؛ فقد خذلت من الكثير بسب ثقتي بالبشر.
علمتني الدنيا أيضًا ألا أنتظر من أحد أن يعاملني بمثل معاملتي له؛ فكل إنسان منا متطبع بطبع واحد لا يغيره أحدًا؛ لأن الأصل غلاب يا عزيزي؛
فكل ذلك كان دافعًا لي؛
فلا تدع نفسك للحزن يا عزيزي مثل ما فعلت، ولا تقع في نفس الخطأ، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
ل:فاطمه أبوعاصي
التصنيف
خواطر