الصالح بات صالحًا


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


قد يتجلى لك لطف العالم كله في شخص، من ثم تأتيك منه طعنةً تُهلك روحك، تُشتت ثباتك، تقضي على بصيص الأمل، تُبيد ضوء الشمس من داخلك، فيحل الديجور مكان وميض من النور كاد أن يتخللك بقربهم، قبلًا كنت تظن أن الحيف سيطر على كل الكون، وأنه لا صالحًا في هذا الزمان، لكن عندما جائوا كان مرورهم كقافلة العزيز انتشلوك من البئر وقد كدت أن تهلك، جعلوك عزيزًا فتغيرت نظرتك لكل شيء.. كان مرورهم كمثل مرور الكرام إذا مروا.. تلك الدنيا التي كنت تؤمن بأنه لا يوجد بها خير، أصبحت ترى بها الأبيض على كل شيء، انتشلوك من غايبت الجب ليرموك في بطن الحوت. 
إذا طُعنت مِن مَن ظننت بهم الخير، أتحسب أن في الحياة خير؟ كنت مُطمئنًا بجوارهم؛ فأخيرًا أصبح في الهواء رائحة الورد، تشعر وكأن الهواء أصبح مُداعبًا لوجنتيك، وأن الكون كله بات مُبتسمًا لك. 
من كثرة صلاحهم أصبحت تتحاكى وتتغنى بكرم الله ورحمته التي وسعت كل شيء، لكن فجأة المعجزة أصبحت لعنةً عليك، النعمة كأنها نقمة لبست رداء الرحمة فوهمتك، الصالح لم يكن إلا طالحٌ فقد عصى طائه فبه انخدعت. 
كانوا كنقاء الحليب، فهل يتحول الحليب لخمر؟ كانوا كجنة الله على تلك الأرض، أم أنها جنة المسيخ جاءت لتضلل جميع من بالكون؟! وأنت المسكين الذي ظننت بهم الخير..
كانت لهم بسمة تنافس ضوء الشمس في سطوعها، صوتهم تخطى جميع ألوان النغم والدفء فأصبح أكثر شبيهًا بكونه سكن.
لذا بكل وجعٍ وأسفٍ أقولها: لا خير، وإن كان فقد شح؛ شياطين برتبٍ فقط من الأعلى إلى الأقل فالأقل. 

ملک محمد "غَـيث"

جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان