
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
إلى صديقتي المُقرَّبة،
التي -ولسبب لا تعلمه كلتانا- لم تعد كذلك
لكِ مني تحية ودٍّ وشوقٍ وباقة وُرود..
أما بعد..،
وَدَدّتُ لو أكتُب هذه الرسالة إليكِ مباشرةً، ولكن لعلَّكِ تعلمين قدرة وسائل تواصلنا الحديثة على إصابة بعض الأشواق الحارة ببرودةِ الجليد.
عزيزتي، كم تمنيتُ أن أبدأ معكِ حديثًا مُجددًا، ولكني أستثقل أن أسألك سؤال الغريب: "كيف حالُك".. بعدما كنت أحيط علمًا بكل حالك!
كم أتمنى أن أخبرك بأنّي أشتاق إليكِ
ولكني أخشى أن تُجيبني مُجامِلةً -ليس إلّا- "وأنا أيضا"
لا أريدُ إجاباتَكِ غير الصادقة؛ فأنا أعلم أن بقايا الشوق لديكِ قد أزالتها صُحبتك الجديدة، وأنّني أصبحتُ نجمة منطفئة في سماءِك لا تلمع أبدًا حتى تُثير شيئًا من اهتمامك!
تعلمين! بسابقِ عهدنا لم نكن نشتاق أبدًا.
لم يكن هناك داعٍ؛ فالشوق يصيب المُنقطعين وكنّا دائمتيّ الاتصال، شديدتيّ الوصال.
أتخوّف من أن أرسل لكِ
فتُغلقي هاتفَكِ ولا تعودين حتى إذا اطمئننتي أنّني غادرتُ لتعتذري أن الاتصال قد انقطع أو أنّه قد توجب عليكِ تلقي مكالمة عاجلة..
عزيزتي..، أنا لا أرغب في بدء محادثة حتمًا ستنتهي بعد بضع جمل مُتباعدة ورتيبة، يخلو معظمها من حماسة الأصدقاء ويشوبها الكثيرُ من الثِقل والتكَّلف.
لقد عزمتُ كثيرًا على اقتلاع صفحتك من دفتر ذكرياتي فلم يعد بها مكان لنخُطُّ سطورًا جديدة، ولكني لا ألبث أن أقف هنا عالقة بين الشوق والكِبرياء؛ لا أذكر شجارًا أو خصاما أنهى بحرَ الودِّ بيننا
المشهد ضبابيٌّ جدًا أمامي، كل ما أذكُره أنّ شيئًا من الخفوت قد أصاب طاقتي فأردتُ أن أبتعد لفترةٍ وجيزةٍ وحسب.
أن أنأى بقلبي عن أحزان هذا العالم؛ فأويت لكهفي يومًا أو بعض يوم.
ولكن يبدو أني لبثتُ بمعزلي مائة عام!
فبعدها لم يبق شيءٌ كما كان
حتى أنتِ أفلتي يدي وذهبتِ دون إلتفات.
هكذا بادرت إحدانا بالتخلي وأجابت الأخرى بالتجاوز حتى أصبحنا غريبتين. غريبتين جدًا ولكن نحمل الكثيرَ من الذكريات
فلذكريتنا تلك الرسالة وباقة الورود أمّا أنتِ
فربما تكتفين بـ "الوداع.
ريهام سيد " أمان"
التصنيف
خواطر