تقلبات العصور


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.



عادتْ بي ذاكرتي إلىٰ زمنٍ كنتُ أقرأُ عنه، زمن يتبرءُ فيه الجميع من بعضهم البعض، يهرُبون ولا يعبئون غير بِنجاةِ أنفسهم؛ فأتذكر قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ.
" يَوْمَ يَفِرُ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيِهِ لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ"

ذاك الزمن الذي انتشر به الطاعون؛ فأصبحتْ رائحة الموت لا تفارقُ الأنفس، واستشعرنا عزرائيل بِكلِ لحظة منها؛ فنقفُ أمامه عاجزةً أيدينا عن فعل أي شيء؛ لِأحبائنا حتىٰ أننا نخشى الاقتراب منهم خشية أن تُصيبُنا العدوى؛ فيأخُذهم الموت منا فِرادًا، أو جماعة، ولا يبقى لنا سوى بضعُ دمعاتٍ مُذرفةٌ من أجلهم وصرخاتٍ مكبوتة، هذا الزمن قد عاد الآن عاد بكل مآسيه تضربنا واحدًا تلو الآخر؛ فنتساقطُ كوريقاتٍ الأشجار في فصلِ الخريفِ، وهذا الفصل منذُ حضوره الذي يقارب العامين، إلا أنه لا يريد مغادرتنا إلا بعد أن تنتهي مهمته التي جاء من أجلها، قابضًا من انتهت أنفاسه، وتاركًا منْ أُجْلّتْ أنفاسه لحينٍ أخر، فإن كنت ممنْ يقرأ كلماتيِ الآن؛ فلتعلم أنه مازال لديك الفرصة للعودة إلىٰ حضرةِ المولىٰ؛ فبابَ العفو مازال مفتوحًا ولَمْ يُغلق بعد؛ فتبْ إليه واتقيه؛ فهذا زمنُ فرارِ الأهلِ من بعضهم البعض، ولا يبقى لك غير نفسُك الواهيه التي يُحركها شهواتُها، أو التي يثبتها إيمانها كجبل راسخ.
قال تعالى:
"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى اللَّه ثُمْ توفى كلُ نفسٍ ما كسبتْ وهم لا يظلمون."

جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

1 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان