الصداقة | "جريدة غزل"

الصداقة

كل شخص منا لديه صديق بمعنى أدق ما نسميه صديق لكن لا نعلم إن كان صديقًا أم لا! هل تعلم معنى الصديق كي تطلق على شخصٍ ما مُسمَّى "صديق"؟ اسمح لي أن أخبرك أن مَن تقول عليه أنه صديقك هو ليس بذلك حقًّا إلا عندما يتوافر به شروط الصديق. 

مهلًا.. أهناك شروط يجب أن تتواجد في ذلك الشخص كي يكون صديقًا بحق! 

نعم عزيزي القارئ؛ فليس كل مَن تراه أو حتى تعرفه لسنوات عديدة يكون صديقًا لك. 

دعني أوضح لك.. هناك بعض الأشخاص الذين عاشرتهم لسنوات حتى اتخذتهم إخوانًا لك ليسوا فقط مجرد أصدقاء، لكن هذا فقط في أوقات الفرح والسعادة، لكن ينقلب الحال ويحدث ما لم تتوقعه فيخونك الأقربون لقلبك، مَن لم تتوقع منهم الخذلان، بمجرد أن وقعت بمشكلة ما أو أصابتك أزمة لا تجد منهم أحدًا، وتعلم أنهم لم يكونوا أصدقاء بحق. 

والآن سأخبرك بعض تلك الشروط علّك تستفاد منها حينما تبحث ممن حولك عن صديق.. 

الصديق يكون صدوقًا، صادق الوعد والحديث والود، أسيفًا، طيبًا غير خبيثٍ، مخلصًا، حافظ الأمانة، غير مُفشٍ لأسرارك حتى في الخصام، يرشدك للهداية، ويكون عونًا لك، لا يوقعك في النار لأجل أهواء النفس والشهوات، بل يأخذ بيديك للجنة ويذكرك بأنها تستحق، يحدثك عن الدين وعن الله -سبحانه وتعالى- ورحمته، عند حزنك يقول لك: "لَا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"، مَن يُطَمئِن قلبَك دائمًا بِأَن اللَّهَ قادرٌ على جبر انكسارك، ويذكرك بـ "إِنَّ بَعدَ العُسرِ يسرًا"، وعندما تضعف يُربت على كتفك ويخبرك أنك أوشكت على النهاية وستكون بخير وستحقق ما تسعى للوصول إليه، يكرر دائمًا أنه بجانبك وهو يُعني تلك الكلمة؛ فكلما تقع تجده بجوارك ويمد يديه لتمسك بهما ويأخذ بك ويدفعك للتقدم، مَن لا يكذب لأجل إرضائك ويُخفي عليك عيوبك كي لا تصلحها بل يكون مرآتك، يصلحك لا يفسدك، كلما يراك عجِزت يرفع من معنوياتك ويقول لك: ما بك يا صديقي! أعلم أنك تقدر على ذلك، أنا هنا لأكون لك سندًا بعد ربك، فَبِربك أكمِل وثابِر وَاِسعَ وسيجزيك اللَّهُ خيرًا.

عزيزي القارئ، أرجو أن تفهم معنى الصداقة الحقيقية، فاختر صديقًا يكون خير رفيق وخليل وصاحب، ولا تنسى أن تكون أنت أيضًا ذلك الصديق لصديقك؛ فكلاكما تصلحان.

#رضوى_الجلاد