جدتي ‏| "جريدة غزل" ‏


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"جدتي"

غيابُكِ عنّي يَقتلني، لقد وعدتينّي بالبقاء يا جدتي لِمَّا تركتيني، لم يكنْ مجرد نص أو كلمات، وإنّما بُكاء وألم علىٰ هيئة حروف، مُنذُ غيابُكِ، وقد عانيتُ كثيرًا في هـٰذهِ الحياة، لِمّا لا تُخبريني أن هناك بشرٌ مثل الوحوش المُفترسة في هـٰذهِ الحياة، لقد كُنتِ الأمان، كُنت لا أخاف شيئًا وانا بجوارك سوىٰ رحيلك، وقد رحلتي، تاللّٰه إنِّي اشتاق إليكِ اشتياقًا لو عَلِمهُ أهل الأرض؛ لبكيت كُل القلوب علي حالي، كُنتِ معي في كُل شيء، كُنتِ عوني في الحياة، وسندي وأحتوائي، اشتاق إليكِ عندما كُنتِ تداعبين في خُصلات شعري، وتقصِ ليّ حكاياتٍ، وعمّا كان يفعل أبي وهو صغير ويكسر الألعاب، وعندما أخبرتيني أنكِ فقدي بصرك، وحكيتِ لي كيف حدث وأنِّي عيناكي الّتي تستطيع رؤية العالم بها، أتذكر عندما كُنتِ تناديني يا دكتورة، أتذكر ذكريتنا جميعها ولن أنساها قط، لقد بحثتُ عن قلب مثل قلبك ولم أجد، اشتاق إلىٰ ذكرياتي معك، هل أنتِ تسمعيني الآنْ؟ هل تشاهديني في أسوأ حالاتي في غيابك؟ هل تعلمين كم مرة بكيت علي فراقك وذهبت في نوم عميق ورأيتك وحزن قلبي اكثر؟، الدمع من عيناي يسقط مُرهفًا بحرقة علي فراقك، لو كُنت أعلم أنها النهاية، كُنت سوف أحضتنك كثيرًا؛ كي أشبع منكِ، أريد أن أراكِ حتىٰ ولو مرة واحدة، لِمَ ذهبتِ وتركتيني وحيدة؟ ، يا اللّٰه أجمعني بها قريبًا فقد قتلني الشوق لها، يا اللّٰه إنها كانت ملاك علىٰ الأرض، كانت تفعل المستحيل من أجل سعادتي، لن يصفها الكلام، كانت دواء لروحي، كانت سر سعادتي، لقد تركتني مُندُ خمسة أعوام ونصف وأنا أتالم، لكنْ اتمنىٰ من أعماق قلبي أن تكوني في الجنة سعيدة، جدتي كانت فريدة من نوعها، دُومتِ لي كُل شيء حتىٰ بعد وفاتك، سوف أحارب؛ كي احقق حلمنا وأصبح كما كنتِ تتمني يا جدتي. 

للكاتبة/نَسمة مُحمد ||•«سِنيُوريتا» ★.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان