القلق النفسي|جريدة"غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"القلق النفسي" 
القلق النفسي شيء فظيع، كل ما يحدث يتربص بك.
ما تعرف أنه آت وما لا تعرف بإنه آت، حين يكون مصيرك بين يدي شخص آخر أو لا يكون بين يدي أحد، ما تراه آتيًا وما لا تراه، وحين يراقبك الناس وحين يرونك وترى أنهم يرون ما بداخلك، فإن ذلك يزيد الأمر سوءًا.
أرى الناس يتحدثون عني وأشعر بالضياع أشعر بالوحدة.
والعودة إلى الحياة بعد إنعزال أو بعد فترة راحه حتى لو كانت قصيرة كانت كالعودة من الحرب،
حتى أصدقائي صاروا ينظرون إلي وكأنني قد أنهار في أية لحظة أو يمكنني بأن أفقد صوابي تمامًا، وربما كانوا على حق أحيانًا، ولكن كل هذا يصيبني بالقلق ويزداد شعوري بالقلق حين أكون مع الآخرين وربما حين أكون وحيدًا وربما كلاهما، وعندما أشعر بالقلق أحاول إيقاف الشعور به ولكن هذا لا ينجح بل يزداد الأمر سوءًا.
وأحيانًا أُجرب مواجه قلقي أعني مواجهته بدلًا من الهروب منه ومحاوله فهم أسبابه وإستجوابه، ولكني لا أعرف كيف أفعل ذلك لذا، تجربتي دائمًا ما تفشل.
أشعر بالقلق في عدة مواقع في جسدي مثلًا، هنا في قلبي وفي معدتي وفي رقبتي بشكل غريب، إذًا ربما هو جزء مني ويبدو هذا مرعبًا؛
واجهت ما هو أسوأ، وعانيت الكثير ونجوت، إذًا ما أخشاه تحديدًا هو ألا أكون قويًا بما يكفي،
يبدو أن ما تقرأه أو هذه القصه أصبحت ممله أليس كذلك؟
ولكني سأخبرك بحقيقة الأمر، حين تخاف ولا يمكنك أن تقول ما يخيفك أو لا تعرف ماهو، فإن أية قصة ستفي بالغرض.
وهكذا يمتص عقلك ما تقرأه أو القصة، ويرويها لك مرارًا وتكرارًا حتى تصبح القصة حقيقيه أيًا كانت، إذًا أعتقد بأنك ستكمل.
من أساليب القلق النفسي، أنه يتراكم وينمو من تلقاء نفسه حتى يخرج عن السيطرة وتبذل ما بوسعك لتوقفه، ولكنك مهما حاولت لا يمكنك إيقافه.
حتى أصدقائك يتحولون إلى غرباء لا تعرفهم ولا يعرفونك، وهكذا يكون الخطر حقيقيًا أو لا، لكن الخوف حقيقي.
ماذا سيحدث إن دخلت في قلقي؟
لأجدهم يتربصون بي هناك؟
ماذا سيحدث إن سيطر الخوف تمامًا؟
وماذا لو فقدت أعصابي مجددًا؟
ماذا سيحدث آنذاك؟
نعم القلق، الذعر لا يتعلق بما تعرفه أنه آت بل يتعلق بما لا تعرفه.

 يوسف احمد

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان