افترقنا ‏| ‏"جريدة ‏غزل" ‏


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"افترقنا"

افترقنا، ولم يكُن فراقُنا بالهينِ أبدًا علىٰ تِلكَ الروح أو ذَاك القلب يومًا، أُجبِرَ كِلينَا علىٰ المُضي قدمًا في طريقه دُون روحه التي أبت أن تترك من سلب قلبها، ومضت في طريقها معه بكل سرور، ترك كل منا يد الآخر عَنْوةً وقَهْرًا، وانحنت بنا الطُرُقات بعيدًا وبقينا أنصافًا غير مكتملة تنتظر أن يأتي اليوم المُنتظر؛ ليُكملٌ كل نصفٍ نصفه للأبد، العالم لم يكن مُنصفًا البتة يا عزيزى، فَعندما أتيت، وشَعَر هذا القلبُ بالأمان الذي كان يَفتقِدُه طُوال عُمره وأطمئن، وهدأ تمامًا، فجأة وبدون سابقِ إنذار أصبحتَ فقيدة الوحيد، والأعظم، وفقدَ كل شُعورٍ جميل بفقدك أو بالأحرىٰ فقد قدرتهُ علىٰ الشعور كُليًا مِن الأساس، لم تصفو لنا الحياة يا فقيدي، ولم يَسلم قلبيِنا من تجرعِ مرارة الفقدِ والوحدة، كُل ذكرى أحملُها معي هي حربٌ بداخلي، تمزقُني، وتنهشُ روحي، تكادُ تفتِكُ بعقلي، بتُ أرى طيفكَ في كل مكانٍ أذهَبُ إليه، حتىٰ الأشخاصُ الذين أمرُ بهم في طريقي جميعُهم يحملون وجهكَ أنتَ، منذُ غادرتني والعَالمُ أصبح فارغًا تمامًا رُغمَ إزدحامه، لكن صدقني يا عزيزي، إزدحامُهم لا يعنيني في شيء علىٰ الإطلاق، أريدُ أن أحظى بِازدحامك أنتَ؛ لأنك العَالمُ وما يحتويهِ بالنسبة لي، كم أتمنىٰ لو كان بإمكاني إخبارُك بِكُل شيء؟ ولكني لا أستطيع، لكن كُلُّ ما ينبغي عليكَ معرفتُه أنني أتألم، ولن أكون بخير أبدًا هُنا بدونكَ، مازلتُ أنتظرُ عودتكَ، ولن أَملّ الإنتظار لِحينِ مجيِئك، وَثق أن ليس لدي شكٌ في عودتك لي قريبًا، إني أراهنُ علىٰ أن ما تبقىٰ مِن عمري سوف نقضيهِ سويًا، ولن يكون هناك شيء قادرٌ علىٰ تفرقتِنا حينها بعد كُلِ هذا الصبر؛ سيلتئم قلبُ كُل منا بوجود الآخر بِمحاذاته، وسَيُلملمُ الله شَتَاتنا، ووصلنا بعد عنائنا، عسانا نُجبر قريبًا يا عزيز القلب. 

لـِ روضة عصام.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان