خطوط ‏حائرة ‏| ‏"جريدة ‏غزل" ‏


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"خُطوط حائرة"

كانت الساعة تُشير إلى الثانية بعد مُنتصف الليل كان صوت صرير الساعة يقتل سكون الليل أتأمل بُطأ عقارب الساعة وكيفية تخيم الظلام على عقاربهٰ؟ فبالرغم من ضجيجها المزعج إلا أنها تؤنس وحدتي؛ وجد الهواءٍ البارد مسكنا بين أطرافي ليُداعب خُصلات شعري الخمريّ المُنسدل على قميصي المُزرقشِ، تُعانقني جُدران غُرفتي الأربعة أنظر إلى سقف حجرتي تارة وإلى مكتبي تارة آخرى لعلي أنهض وأسطر بين ثنايا الورق كُل الأفكار التي تجول بخاطري لعلي أجد أي فكرة وأُسكنه بين ضلوعي، مازلت أتلملم في فراشي وأتحركَ يمين ويسار لعلي أجد الدفيء الذي سَيطمسُ على برودة قلبي، وبعد صراعات طويلة بين دسَ رأسي بين طيات الوسائد وبين محاولة الخلود إلى النوم والصراع بين النهوض والاستسلام والخنوع للواقع المرير فزفرت قائلةً لن يتغير الواقع بنهوضي، ولكن يجب أن أنهض نهضت بالرغم من الظلام الحالك الذي يُغطي أنحاء الغرفة فلا يوجد سوى بصيص من نور القمر الذي وجد لنفسهِ مساحة ضئيلة بين أثاث الغُرفة فرأيت انعكاس صورتي وكيف يَطوقني الظلام من رأسي إلى أطرافي؟ وكيف اكتنزت الوحدة بداخلي؟ أفزعتني حالتي هرولتُ إلى مكتبي وأشعلت القنديل واقتنيت بأناملي التي ترتجف من البرد بعض الأقلام والأوراق، فكان الفشل حليفي في محاولة لرسم صورة لحالتي التي أصبحت أجهلها لم أجد نفسي سوى أنثر الخطوط السوداء فكان مصيرها أن تُعانق بعضها البعض، هل هذه أنا حقًا؟ فَحروف اللغة كلها عاجزة عن الإجابة عن هذا السؤال فأفتح لنفسي بوابة من الأسئلة التي لا نهاية لها فانهمرت دموعي وغطت ضلوعي فاعتقدت أنني فقدت نفسي في جزء ما في حياتي وأصبحت شخصًا آخر أصبحت أجهله، يعوي قلبي كَذئب جريح لا يستطيع أن يصل بلسانهُ لمكان الجرح ليلعقهُ. 

أصابني عطشُ الحديث ألا ترويني!

لـِ يمنى أيمن.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان