
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
أولو الحُزن عُمياء.'
لم يكُن التخلي عن شيءٍ أحببته سهلًا أو بهينٍ ولو كان قليلًا، فَالأيام تبزُغ ما نتمناه أحيانًا، ونحن مُرغمين في تحمل كل تلك الإضطرابات التي تدفق في قلوبنا، بينما تلك النيران التي في عقولنا تشبت بشكلٍ كبير، فَالذكريات راسيات، أينما ذهبتُ عجلت إليَّ، وكأنها ترغمني على تذكرها، أُقسم إن ذاكَ الشعور ليس بميسورًا، فَالأمر مقرون في الأماكن، والقهاوي، تلك الأماكن التي اِستالت نفسي، ونستني طريقي وكيف كان مسلكه هيَّ نفسها الأماكن ذات الذكريات المُفتته، تلك الذكريات التي أنفُر وأهاب منها اليوم، فما الذكريات سوى وخزٍ في حناياي وأضُلعي، وخاصتًا ذاك الضِلع الذي في ناحية الشمال، أُحاول جاهدًا في أن أُجلي عن ذاكَ الطريق المُريع، ولكنه شبيهٌ بِاللعنة عزيزي القاريء، حقًا، كما أُخبرك الآن، الذكريات والأماكن، والأشخاص بحد ذاتها لَعنة، فَايمن الله إنها أشد أنواع اللعنات التي يمكن أن تُصيب المرء، وإن التخلص مِنها أصعب وأصعب، فإن عجلت على التخلص مِنها تأتيك الريح عكس ما تشتهي، وإذا بها برياحٍ تدفق فيكَ، تشعر بأنكَ في أيَّةٍ لحظة قد ستدمر دون شفقة عليك كَبشري أبدًا، باهظة تلك الحروب واللعنات التي أَخوضها يوميًا لِنسيان شخصًا كان كل شيء، كل مرة تنقض حياتي مسراها، وتنسى كيف تسير، أَتسير عكس موج الرياح؟ أم أمامه؟ أَتتقبل الأهوال وأعوانه؟ وَهل تعي نفسي كل تلك المأسآة التي تُحاوط أركان أضلُعي!
أَعلم أنكَ ملِلت قليلًا وبدأت تنفر مِن ذاكَ النَّص المأسآوي، في الحقيقة أنها لفرصةٍ لكَ في أن تعامل الجميع بنسيانٍ تام، فما مِن أحدٍ يَستحق التميز، قد تكون بليت بلائًا حسنًا في أخذ قرارًا كذلك ولكنك لن تُنفذه، فَأُولو الحزن عميًا إن أتىٰ عليهم باب فرجٍ مِن إنسان نسو مقاسي الحياة، وتذكروه، مِن ثُم يتفارقون كَالعادة فتلك المرة ليست بعكس سُلفتها، فَبزغُ الأمور يكون سريعًا للغاية.
مَريَّم مُحمَّد|| تِرياق ||
التصنيف
خواطر