وحدك تعلم|"جريدة غزل"

وحدك تعلم

وحدكَ تعلم، لا طاقة لنا بالعيش دون هُداك، ولو مستنا رياحٌ عاتية، لأنِسنا بلُطف نسائمك علينا، لا لشيء، سوى لعلمنا بأنكَ لن تتركنا وحدنا في المُعترك، وأن الزمن لو جار، أيام تحنانك عائدة إلينا؛ سبحانك ضائع مَن لم يتبع بوصلة هُداك، خاسر مَن آثر التجارة مع غيركَ، مهزوم مَن أتخذ إله هواه، ومذلول مَن لم يعتز بجلالك، ونحنُ محضُ سراب، إن شئتَ إستخدمتَنا، وإن شئتَ إستبدلتَنا، وإن لم تُعنا على طاعتك، فلا مُعين لنا إلَّاك؛ أعرفُ بأن الشيطان يقعدُ لنا عند مُفترق كل درب، ويزين بأعينِنا ما كنا كرِهناه، ولا يتركُ فرجة تُنقِص إيمانَنا إلا وسعى في عمرانها، كي يُهدم بنياننا نحوك، وأن نفوسنا تضعفُ أحيانًا، وأننا نتوبُ ثم نرجِع، ونعدكَ ألا نكررها ونكرر، وليس لنا بعد ذلك إلا أن نُلقي بأنفسنا في بحار الإستغفار  كي نطهر، كي نستطيع مسامحة ذواتنا، ونقدرَ أن نبصر الشمس شمسًا والنّور نورًا، فلا نطفأ هكذا، بظلمات المعاصي؛ سلمتكَ قلبي، لا تجعلْ عليه رانًا يصدني عن السّيرِ إليك، وأنزله مقامًا تحبه ويحبه، فإن فاته حظُّ الحمدِ ما فاته حظُّ الرضى.

شروق سيد