
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"لستُ سعيدةً بِها"
وبمجرد أن وقعت عينيها على تلك الأحرف حتى بدأت يداها في الإرتجاف، أخذت تعض على شفتيها غيرَ مدركةٍ لما رأته للتو، قدماها التي اعتادت على أن تحملها بلا تعب ولا كلل لم تستطع فعل ذلك في تلك الليلة، أخذت تتهاوى شيئًا فَشيئًا وجملة واحدة معلقة في ذهنها "تم الرفض" بدأت تزحف متراجعة للخلف لأقرب حائط يقربها ليس وكأن مغناطيسًا يجذبها إليه وما إن أسندت ظهرها إلى أقرب ركن في الغرفة حتى سُحبَت لتغرق في أعتى خواطرها، تتكرر وتتكرر وكأنها تسمعها بصوت كل من تبغضه وتكره "تم الرفض"
"تم الرفض"
"تم الرفض"
أخذت تضرب رأسها بيديها المرتجفتين وكأنها تحاول أن تسقط تلك الكلمات من رأسها "توقفي توقفي!!، تمالكِي أعصابك أنتِ في حلم لكنها سرعان ما اكتشفت أن كلماتها المهدئة لم تكن سوى كمن يأخذ مسكنًا يعمل لوقت مؤقت، وإذ بصرخة مدوية تخرج من بين شفاها لتملأ أرجاء الغرفة،
أخذت الشهقات في الإختفاء ليحل محلها صوت نحيبها المحطم واللامتناهي، لماذا يا ألله، كلما خططت لخطوة جديدة وتفاءلت بها دُفِنت كما دُفنَ أخواتها من قبلها، أخذ عقلها يعصف بها وينقلها لكل ذكرى حزينة قد عاشتها حينما نامت على أمل أن تشفى جدتها، فإذ بها تصحو على صورة لـأمها وخالاتها في رداء أسود، حينما تمنت أن تلتحق بالجامعة التي قد رسمت حياتها فيها منذ أن أدركت الفرق بين الباء والتاء ولكنها كانت إحدى الأحلام التي قد قذف بها بعيدا أيضًا وأول خطبة لها حينما ظنت أنها قد رزقت بمن ترضى دينه وخلقه، ولكنها صدمت فيه كما يصطدم الطير في الأرض محطمًا بعد أن كان محلقًا عاليًا في السماء، كان عقلها يدور ويدور بلا توقف، يقفز من ذكرى حزينة لأخرى أبشع، حتى توقفت عند تلك الذكرى، حينما لم تكن تتجاوز الثامنة إحدى أحلامها وأمنياتها القديمة سمعت نبرة صوتها المتلهفة وهي تقول: "أمي، أريد أن أصبح كبيرةً مثلك؟ متى سأصبح كذلك" توقفت عن البكاء وأخذت تستوعب ما تذكّرت للتو " تلـ.. تلك الأمنية" "قـ.. قد تحققت..!" لحظات من الصمت قد خيمت عليها ليست سعيدة الأمنية الوحيدة التي قد تحققت في حياتها
"أنا لست سعيدةً بها".
لـِ رقيـة حمـدي.
التصنيف
نصوص