
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
كتبت الدكتوره *ياسمين عبد الحق* نص بعنوان *أسيره أفكاري*
صَمْتي لا يُعني فراغي، أنا ممتلئة بضجيج من الأحرف، و ما سكوتي إلّا عجز عن إختيار بداية الكلام، فبماذا أبدأ أولًا؟!
بداخلي بحور حروف تحتاج لمن يهديء أمواجها، و جبال قصص تحتاج لمن يخفض من إرتفاعها،
و كلامــي هذا لا يُعَبِّر عن كل ما بداخلي، فما بداخلي يحتاج لمناخ دافيء؛ ليناسب خروجه من قلبي، و الجَوُّ هُنا بارد في وِحدَتي. بعض الكلمات تحتاج ما يُناسبها ليمكنها الخروج من أعماقنا، بعض الكلمات لن تخرج إلّا في سماع صوت يطمئنها ممن سنبوح له. و ليس مُجرّد تواصل خلف شاشات لا ندري ما وراءها، وبعض الكلمات لن تخرج إلّا عندما تلتقي العيون، و ليس مُجرّد سماع الصوت من الهواتف، و بعض الكلمات تخرج فَوْر الضّم تصاحبها الدموع كنت أعتقد أن لليل أنين يصاحبه كل الألم الموجود داخلنا لكن هذا الأنين أصبح يلازمني طول الوقت لا يهم نهار أم ليل وأيقنت وقتها أن المرء يبقىٰ سَجينًا لأفكارِه، لا يَعلم أي مُتجهٍ يتجه، ولا أي طَريقٍ يَسلكُه، لا يُمكن لأحدٍ أن يتسلل إليه، أو يعلم ما يَدور بِداخلِهِ، حتى هو ! لا يُدرِك ما الذي يَدور بداخلِه يكادُ يَموت قَهرًا مِن فَرط التَفكير. رغبته تنحصر في أنه يريد أن يغادر إلي أبعد الأماكن إلى مدينه لا يعرفه فيها أحد ظناً منه أن ذاك البعد يشفي ما في قلبه وعقله ولكن لا مفر سيبقى أسيرًا لِعقلهِ، هذا العَقل الذي بحجم قَبضة اليَد، يأخُذنا حيثُما يُريد، وما نحن إلا أسرىٰ بداخلِه نَخضع لِكُل تِلك الأفكار ولا نُبالي، سواء أكانت صَواب أم خطأ لا يَهِم كالعَبد المأمور. تسحبُنا أفكارُنا ونَخضع نحنُ لِرغبات عُقولُنا مُدركين ما العواقب أو غير مُدركين، ما هِي إلا أفكار تأسرنا، ونَخضع لها دون رَغبةٍ مِنا.لم يكن الأمر عاديًا كما تظنون، لقد أصبح عاديًا بعد ألف معركة في عقلي، وألف كسرٍ في قلبي، كنت دومًا أردد لا بأس بينما كل البأس هنا في قلبي الأن وأنا أحدثكم.لن يفهموك يا قلبي فأنت تتحدث عن أمر قطعت فيه آلاف الأميال تفكيرًا ولم يمشوا فيه خطوة واحده لن يشعروا بك فــ أنت تشرح شعور يصيب بالوخز ف قلبك كل ليله ملايين المرات ولم يطرق أحد منهم قلبك ليله ليعرف ما بداخلك وما سبب هذا الصراع .ليس ذنبهم بل ذنب هذه المسافه بينكم. كل ما أريده منك أن تكون ع يقين أن لا أحد يعش معك صراعاتك الداخليه سوي *الله* فهو سندك الوحيد لذلك لا تلجأ إلي إليه وهو قادر وكفيل بإصلاح كل الخراب والصراعات التي تقتلك كل ليله.
بقلمي/د.ياسمين عبد الحق
التصنيف
نصوص