الذكرى المدفونة

"فارقْتُكِ و أنا أعلمُ جيدًا حجم خسارتي و لكن تأملتْ أن أعود بِخير مجددًا كسابِقَ عهدِي"

فراقُكِ أشبه بموقدِ مُقاٌد في داخلي يحرقني ببطءِ شديد، وكان صمتي مزينًا لكل هذا الخراب،لتلك الالآم ، لكل تلك الضربات التي تلقيتها يومًا وراء الأخر منكِ؛ و لكنني أكتَفيتْ، فتركتُكِ لِلأيام لعلهَا تُقيم بكِ ما لم أستطع إِقامته.

لحظة ودَاعي لكِ صديقتي مازالتْ قبرُ ذِكراها مدفُون بداخلي قابعٌ في أعمقِ نقطة لدي ما يكادُ يُردم حتى أعود لِأنبُشَ به لِيُفتحَ من جديد أبحثُ دَاخِلَه عن أعزُ ما مَلكتُ يومًا و دفنته بيدي خوفًا من خُسارةِ نفسي التي و لأول مرة تمردتْ علي أمام فحمِ عيناكِ و وجهكِ الطفُولي البَريء من دنثِ العالمِ أجمع فأبثُ به الحياةَ لِيعود، فأعودُ بِالزمانِ و المكانِ لاستحضر حديِثنا معًا فأغُوص بين أحرُفِ كلماتكِ و سكونُ نبراتُكِ مع كونِهما أبسطَ مِنْ أنَّ أُسُرُ بينهما؛ لكنني ما عُدتُ أحتَمل فقد بهِتتْ روحي من الاستمرار بهذا الشكل المُهلِك و انتهتْ قُدرتي على تحمل صمتكِ الدائِم و اهمالُكِ المُستمر و وضعِي بِأخرِ أولوياتُكِ مع وَضعي لكِ قبل نفسي ألا ترينَ عزيزَتي بِأنه ظُلمٌ بَيِّنٌ لي ؟! و كيف ستَرين؟! فالمُشكلة ليستْ بنظريكِ و إِنَما بصيرتُكِ هي العميِاء فهل البصيِرة يمكن أن تُنار بعدما أغشَاها الجَفا و الاِهمال ؟! و هل إن عادتْ إليكِ ستعودينَ إلي لِتجدينَ مكانتُكِ كما هي؟! أم أن نفسي سيكون لها هوى آخر؟!

رغدةرضا الأرنؤطي