الاختفاء

أما عني

أشعر وكأني أريد الأختفاء من الحياة، وحتى من نفسي لو أمكن ذلك، متعبة أنا إلى حد الذبول مرهقة من كل شيء، حتى نفسي بت أجهلها، سريعة البكاء لم أعد أطيق شيء، أحتاج إلى هدوء يبعدني عن صخب الحياة، عقلي يكاد يتفتت، ولم أجد مخرجًا من تلك الهموم سِوى البقاء وحدي، أريد أن أعود كما كنت، لا ماضي يؤلمني، ولا حاضر أفكر فيه، ولا مستقبل أتمنى فيه شيئًا.

لاأدري إلى أين؟

رغبة تستولي على عقلي بالإبتعاد عن كل شيء والإختفاء، أحزاني تجمعت بداخلي، هذا الوجع الذي في جوفي، لا يعرف الصيام ولا الإختفاء ولا الإبتعاد عني، أصبح خليلي، بداخلي شعور أعجز عن وصفه، كيف لي أن أصف لك الإكتئاب إن كنت لا تراه بي؟ إنه شكل لا شعور فقط، انظر إلى شحوب وجهي، إنتبه إلى خمولي، إلى مشيتي البطيئة، عزلتي، إستمع إلى صمتي، انظر لهدوئي، اقرأ ما أكتب، وستعلم كيف الإكتئاب توسد أضلعي،

أتألـم جـدًا بهـذه الفتـرة، تغيـرت بكـل شـيء، أختلـق لنفسـي ضحكـة مزيفـة يظنونهـا فـرح، لستُ هكـذا أبدًا متعبة مـن الداخل بحجـم كـل شـيء، أقسم أني أريد نزع ذاك الذي في أيسر صدري فإنه يؤلمني، فبداخلي وجع لوعلمت بهِ أهل السماء لبكت من شددتها أشتهي النوم ألف سنة؛ لست متعبة، ولكن في قلبي وجعًا قتل رغبتي في الحياة.

أريد الاختفاء فقط.

ضحى عبدالرازق

ذات الخمار