
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
مزاجية يا سيدي، أتعبتني!
أتحبها؟
حُبًا جمًا حدِّ الجنون تاللَّهِ،
وكيف يا ولدي للمُحِب أن يتعب؟ كيف له أن يمل أو يسأم؟
_لم أملّ ولم أسأم، ولكن تقلُّب أحوالها معي تُربكني وتُثير غضبي وشجوني، أريد أن يستقِر حالها معي!
_لن أتهمك في نيتك تجاهها، ولن أُقلِّل مِن شأن حُبك لها، ولكن خُذ منِّي يا فتى وانتفِع فعساهُ حرف أن يقع على فهمٍ خاطيء فيُصيبه، تلك المزاجية التي أحببتها لن تجِد مثلها وإن طالَت بكَ الأيام وتعاقبت عليك الفصول الأربع، مثلها لا يُكرَّر ولا يُعاد، فما تراهُ منها مِن تقلُّب هو في الحقيقة تفرُّد وتميُّز إذ أنها قادرة أن تتشكل وتتأقلم وتتكيَّف حيثُ كانت، تراها حبيبة طيبة تمنحك سلام الدُنيا وفي قلبها حروبًا لم تنتهي بعد، تراها صديقة وفيَّة رغم خُذلان الجميع لها، تراها أُمًّا حنونة دافئة تَصبُّ عليك الحُب صبًّا، تلك المزاجية عاقلة كالحُكماء تهب الخير للناس وتنسى ذاتَها، مجنونة كالأطفال براءتها فضَّاحة ومُستغلَّة، أبسط الأشياء تُسعدها وأبسط الأشياء تُحزنها، تراكمت عليها أمورًا وأشياءً لم تجد نصفتها فيها، ولم تجد مَن يحنو عليها، في رأسها طاحونة وجع لا تهدأ ولا تتوقف، بين ضلوعها آثار الذكريات الملعونة التي تُهاجمها من وقتٍ لآخر لتُعكِّر عليها صفوها ولحظاتها الجميلة النادرة، ترى في خطواتها قلق، وتجد في يدها رعشة الألم تُزعجها، ثيابها مازالت في وحل السيئين عالقة، المزاجية تلك تحملت فوق طاقتها ما اللَّه به عليم، هل علينا أن نتقبلَّها ونأخُذ بيدها ونُطمئنُها ونرضى بما هي عليه ونربُت على كتفها المائِل المعوَّج كي يستقيم، أم نشتكي مِن تغيّرها دون النظر لمُجريات الأحداث التي عانت منها كالوحدة والاضطراب والتشوش والمُر الخام التي تجرعت منه طوعًا وكرهًا!!
يا اللَّه كُل هذا ؟!
وما خفى يا ولدي كان أعظم، الحُب يا بُني يُعاش جُملة وليس ما نرضى منه فحسب، ولو كُلٌّ منَّا أحبَّ كما يجب وتقبِّل العيوب قبل المُميزات، واقتنعَ بالنقص قبل الکمال، لمَا أفتى وما استفتى،فمن أحبِّ رضي ومَن رضيَ واصَل ومَن واصلَ كانت عُقباه فوزٌ ونجاح، الحبُ ليسَ مرهونًا بالراحة أو التكافؤ بين الطرفين، الحُب لمن صَدق وعقدْ
.
لـِ رقية السيد"قـدس"
التصنيف
خواطر