الأم


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


سأتلاعب بثمانيِة وعِشرون حرفًا، وسأكتُب حروفـي من نور النجوم، وسأجمع كلماتـي بِمِسكِ العنبر، وسأُحضِر أقلامًا تحوي حبرًا صُنِعَ من أنهار الجنـة، فلكِ كتبَ قلمـي مُترنِمًا بِجمالِ ذِكراكِ، أستنزفتُ أحبار أقلامـي جميعُها ولم تكفـي، وأحضـرتُ أوراقًا من ذهب، وجلستُ في كهفٍ من زُجـاج، وجلستُ علىٰ فِراش من حريـر، وبدأ القلـم يكتُـب دون أن أختـار ألفاظـي أو أُرتِب كلماتـي، فَانحنـىٰ القلـم تقديسًا لكِ، وذاب ذهب الورق تمجيدًا لكِ، وتفتت زُجـاج الكهف خضوعًا لذِكراكِ الطيبة، وحدثت بِداخِلـي ضجـة تُشبِـه ضجـة زلزال يكـاد يبيد شعوبًا بِأكملِـها.
بِداخِلك يا أُمـي تكمُن مجاعـة من الحـب؛ منحتيـها لنا، فَفي عينيكِ فقد الجمالُ هويتـه، عينيكِ تُشبِه صفاء السماء ليلًا، أنتِ نجمـي الذي يهدينـي، مأمن القلـب، وملجأ الـروح.
سَلْ الفؤاد: إلىٰ أى مكان يلجأ وقت حُزنه، فرحه، ضيقه، همه... إلخ!. 
فَالأم هيا ذاك الملجأ والمسكن الذي يهرب إليه الفؤادِ إذا اشتكىٰ، فأني ما زِلتُ أتعطَّر بِرائِحـة المِسك التي كانت تنبعِث مِنكِ حتىٰ بعد فُقدانِك، لقد ضلَّ طريـقي بعد فُقدانِك ولكن عيناكِ تحرُسانـي، وفؤادِك يرعانـي، وذِكراكِ تُناجيـني سرّا وجهرًا، فأنتِ راحتـي حيثُمـا تزداد مرارة الأيـام وتقسوٰ عليَّ الحيـاة، فأنظُر إلىٰ السماء أتأمـل في تلك النجوم أراكِ أنتِ يا أمـي نور الهدىٰ، وموطنـي الدائِـم، غريـبٌ بِدونِك يا أمـي كطِيـر مُهاجِـر لم يجد الأُنـس في وطنِـه، غُربَتُكِ عنـي يا أُمـي أنهكتنـي وجعلت منـي وطن بِدون هويـة، فأنا الوطن وأنتِ البشر جميعهم، والوطـن بدون البشر كالحربِ وقت السيل؛ تائِـه، مُشرد، إذا شئت أن تجِد المحَاسِـن كُلِهـا ففي وجـه أمي تختبيء جميع المحَاسِـن، فبريقُ عيـن أُمـي لا يخون، فإذا شئت أن تُتقِن فن الحمايـة فاحتمـي بِدرع أُمِكَ، وإن شئت أن تسكُن وطـن وفي فَالجأ إلىٰ قلب أُمِكَ، فألأم سكيـنةُ الله علىٰ القلوب، فالأم جنـة الأرض. 

صباح سيد "اليَاسَمِينْ"
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان