أنيس وحدتي


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"آنيسُ وحدتي" 
وكَأنهُ يناديني في لياليهِ الباردة من ديسَمبر، ويُخبرني بأنهُ حان الوقت؛ كِي أفتح قلبي، وأبوحُ بكلِ ما يُحزنني، البحرُ وسمائهُ، قمرهُ الوهاج، موجهُ العالي الذي أشعرُ وكأنهُ صديق وحدتي، وصوت رياح الغروب الهادئة في أذَاني، حقًا إِنه يومُ البوح بكلِ شَيء
 ‏أَشعرُ وكأن البحر صَديقي منذُ نعومة أظفاري، يُحدثني، وأحدثهُ، فحين أقف على شاطئهُ الذي يَعُمّهُ البَهجة ينتابني الشعور، وكأن الوقت في هَذه اللحظة يتوقف فجأة، كأنني في عالمي الخاص الذي لا يسكنهُ سِواي وإِياهُ فقط، فكُلما أقف أمامهُ، وأبدأ بالحديث أشعرُ وكأنهُ يأمُر موجهُ بأن يتوقف؛ كي يَستطيع سماعي جيدًا، وعندما أنتهي يحركُ موجهُ وكأنهُ يخبرني بشيءٍ ربمَا الحياة ستكون أفضل، بيني، وبين البحر صداقة لا حدود لها، فأنَا أعشقهُ عشقًا أبديًا لن ينتهي أبدًا، يخبرونني أنه غدار، ولا يَصِحُ أن أُؤمِنَ بهِ إلى هذه الدرجة، لكنني لا أهتمُ لهذَا الحديث لِأنني أشعرُ أنهُ الوحيد الذي يمكنهُ سَماعي، ومُواساتي، وببساطة لا يُخرجُ حديثي، ولا حتى يُعاتبني بِإختصار، فَهو صديق بمعني الكلمة، أتعلمون أنهُ غدر بي ذات مرة؟! أَجل غدر بي، وكنت في غاية الحزن، وفي أعلى درجات الصدمةَ مِنهُ، لكن عندما عدتُ إليه مرة أخرى وكأنني نسيتُ كل شيءٍ حدث في الماضي، فبمجرد أن رأيتهُ أمامي إِنتابني هذا الشعور بالشوقُ وكأنهُ يقول لي:آسف لما فعلت. فهمستُ قائلة: أنا أقبلُ اعتذاركَ، حقًا اشتقتُ لكَ يا صديقي، لقد مررتُ بأحداث كثيرة، ومُخزيةَ وعلي أن أُخبركَ بهَا؛ فَجلستُ أخبرهُ لكن لم أبكي قط، فدفع بموجهُ صَدفةً كبيرة رائعة، وكأنه يوصلُ لي ردّهُ بأنهُ: لا تقلقي، فأنا هنا معكِ. ولازَالت تلكَ الهدية البسيطة التي تُعني لي الكثير، فبِحقِكُم كيف لي ألا أعشقهُ إذًا؟!

لِـ/فاطمة عبد العليم "بِيـرَانَــا"
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

8 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان