
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
إسكريبت
استيقظتُ من نومي بنشاط وحماس، فاليوم هو يوم عيد ميلاد صديقي وحبيبي جاك، وهو نفس اليوم الذي تواعدنا فيه أن نبقىٰ معًا.
استيقظتُ من نومي بنشاط وحماس، فاليوم هو يوم عيد ميلاد صديقي وحبيبي جاك، وهو نفس اليوم الذي تواعدنا فيه أن نبقىٰ معًا.
جلستُ أفكر في تلك المفاجأة التي أعدها له منذ يومان.
فجاك سافر منذ أسبوع مع أصدقائه في رحلة، ومفاجأتها أنها ستذهب له وتفاجئه بوجودها ثم يحتفلان سويًا بعيد ميلاده، حقًا سيفرح كثيرًا.
وقفت تستعد وعندما انتهت أخبرت والدتها ثم رحلت، واستقلت سيارتها منطلقة إلى حيثما يمكث حبيبها جاك.
لم تمر النصف ساعة ووصلت إلى مكانهم.
ترجلت من سيارتها ثم أخذت تلك الكعكة التي أوصت عليها مطعمًا فاخرًا، وأمسكت بالورد الذي اِنتقته بعناية؛ كي يعجبه ثم ذهبت إلى الباب ودقت مرتين.
فتحت لها فتاة في سنها وجميلة للغاية، ترتدي فستانًا قصيرًا.
نظرتُ لها بصدمة وقُلتُ: مَن أنتِ؟!
الفتاة: أنا حبيبة جاك من تكوني أنتِ؟
سقط كل شيء مني، وفتحت فمي بذهول وصدمة، وقلتُ: مااذا؟! حبيبة جاك!!!
الفتاة: نعم.
جاء جاك وقال بغير انتباه: مَن علىٰ الباب حبيبتي؟
رفعت نظري لجاك بصدمة مما تفوَّه به؛ لينصدم جاك من وجودي هنا.
جاك بصدمة: لينا !!!!!!!.
قلت بارتجاف: من تلك الفتاة ولماذا تقول أنَّها حبيبتك ولما هي هنا؟!
توتر جاك بينما قالت الفتاة: مهلًا ومن أنتِ؟
لينا: أنا هي حبيبة جاك وليست أنتِ.
الفتاة باستنكار: ماذا تتفوهين! إنَّه حبيبي أنا، ولقد تواعدنا منذ سنتين، ومنذ أسبوع جاء لوالدي وتقدم لي.
سقط فمي أرضًا بصدمة مما سمعته، فنظرت لجاك قائلة بذهول: قُل شيئًا هل حديثها صحيح؟!
تقدم جاك ثم قال معتذرًا: لينا... أنا أسف لكِ حقًا، منذ سنة عندما رأيتك شعرت بالانجذاب لكِ، وكنت أعتقد أنني أحبك ولكن اكتشفت مؤخرًا أنني لا أحبك بل أحب أخرى غيرك وهي تلك.. صغيرتي.
أكمل بأسف: أعتذر لكِ قد واعدتك وأنا أعتقد أنني أحبك ولكن الآن أنا ارتبطت بشكل رسمي بحبيبتي، أتمنى لكِ السعادة وأعتذر لكِ مرة أخرى.
انهمرت دموعي بلا إرادة ثم قلت: لا داعي للأسف.. أتمنيى لكم حياة سعيدة.
ثم رحلت وقلبي محطم، رحلت وأنا بداخلي كم من الآلام، رحلت وأنا منكسرة ومنطفئة، والحزن يغمرني.
قُدت سيارتي وتوجهت إلى منزلي مرة أخرى وكل أحلامي التي رسمتها بعقلي مع جاك اختفت كالسراب.
دلفت إلى منزلي، وأنا أسير بجسد لا توجد بداخله روح، فقد انطفأت روحي بدلًا من شمعة عيد الميلاد.
...
مرت الأيام وعرفت عائلتي بما حدث معي وانتهاء علاقتي بجاك، وكم حزنوا لأجلي، وهذا ما زاد شعوري بالألم بداخلي.
ومع مرور الأيام.. فقدت طعم ولذه الحياة ولكن قد بدأت التعود على عدم وجود جاك معي.
ومرت الشهور وقد بدأت العودة لحياتي القديمة تدريجيًا.
وذات يوم...
دلفت والدتي إلى غرفتي قائلة بحنان: لينا أريد التحدث معك قليلًا.
كنت حينها أرسم بدفتري فتركت القلم والتفتُ إلى والدتي وقلت: نعم يا أمي!
تنهدت والدتي ثم قالت: يوجد شاب قد تقدم بطلب يدك من والدك.
شعرت بالدهشة قليلًا وقلت: من هو؟!
ابتسمت والدتي ثم قالت: هل يعني هذا أنكِ ستخرجي له؟
شعرت بالبلاهة وقلت: لما.. هل هو هنا الآن؟!
والدتي: أجل ابنتي.
فكرت قليلًا بداخلي ثم قلت بتنهيدة: حسنًا أمي سأخرج كي أراه.
ابتسمت والدتي ووقفت، ووقفتُ أنا ثم خرجنا سويًا.
نظر لي والدي وابتسم قائلا: ها قد أتت لينا.
نظرت لذلك الشاب الذي رفع رأسه عندما تحدث أبي لأنصدم عندما عرفته أنه.. أنه صديقي يزيد.
قلت متفاجئةً: يزيد!!
ابتسم يزيد ليقول والدي: سأترككم بمفردكم قليلا، ورحل هو ووالدتي.
جلست مقابله وأنا منصدمة ليقول يزيد: كيف حالك لينا؟
لينا: أنا بخير كيف حالك أنت؟
يزيد: بخير.
لينا: لقد تفاجأت عندما وجدتك أنت.
ابتسم بجاذبية وقال: وما رأيك؟!
قلت بتوتر: لا أعلم ماذا أقول.
يزيد: لا أريدك أن تقولي شىء سوا موافقة.
نظرت له باندهاش ليقول: نعم لينا وافقي أرجوكِ، وأعدكِ أنني لن أتخلى عنكِ قطُّ، وأعدكِ أنني سأبذل كل ما بوسعي كي أجعلكِ سعيدة ولكن وافقي أنتِ.
صمتُ قليلا ثم قلت بصوت هادئ: حسنًا يزيد أنا موافقة.
ابتسم يزيد بإتساع وبعدها حضر والدي ووالدتي وتم الإتفاق على كل شىء.
ومرت الأيام وتمت خطبتنا بسلام بين سعادة الجميع.
وذات يوم كنت مع يزيد نجلس أمام الشاطئ ليقول يزيد بصوت هادئ: لينا أريد الاعتراف لكِ بشىء.
نظرت له بانتباه وقلت: ماذا؟
صمت وقد شعرت به متوتر ومضطرب ليقول بعد تنهيدة عميقة صدرت من أعماق قلبه: أنا أحبك لينا وليس منذ عدة أيام بل أنا أحبك منذ ثلاث سنوات.
سقط فمي أرضا بذهول وأنا أنظر ليزيد بصدمه ودهشة.
أكمل بتوتر: نعم أحبك منذ ثلاث أعوام، وكنت سأعترف لكي ونتواعد ولكن حدثت مشاكل لديّ، واضطررت أن أسافر لمدة عام كامل، عام كامل لم أراكِ فيه، عام كامل وأنا كل يوم يقتلني الشوق تجاهكِ، عام كامل وأنا أحسب الأيام بل الساعات والدقائق كي أذهب لكِ، وعندما عدتُ إلى هنا.. تفاجأت عندما وجدتك برفقة شخص ما وقد تواعدتم، صُدمتُ حينها كثيرًا وكنت سأذهب لك كي أحدثك ولكن وجدتك تعشقين ذلك الفتى، تألمت حينها بحق، وقررت أن أبتعد عندما رأيتكم تعشقون بعض، ولكن لم أتحمل بُعدك عني، لذا اقتربت منكِ كصديق رغم أنني كل يوم كنت أتألم وأتا أجد ذلك الفتى برفقتك، كنت أراقبكِ دومًا من شدة حبي لك، وذات يوم عندما سافرتِ إلى ذلك الفتى حبيبك، ذهبت خلفك وبداخلي أود الذهاب لكِ واختطافك إلى مكان بعيد عن العالم، لا يوجد به أحد سوىٰ نحن، عندما علمتُ بحقيقة ذلك الفتى جزء مني كان سعيد لأنك ستبتعدي عنه وجزء بداخلي كان حزين لأجلك؛ لأنكِ تألمتِ منه، لم أتركك وظللتُ أراقبك وعندما وجدتك بدأتِ تعودين إلى حياتك كما كنتِ من قبل، قررت أن أستغل تلك الفرصة، وأتقرب منكِ ولكن هذه المره كزوج وحبيب.
بينما لينا تشعر بالذهول، دموعها تنهمر فقط، وبداخلها تقول: يا الله.. إنه يحبني منذ ثلاث أعوام، يراني برفقة فتي آخر ويتألم وأنا لم أنتبه له، كم شعرت بالألم عليك يا يزيد!، حقًا أنت صدمتني.
قلت بصوت باكٍ: لما لم تأتي لي وتبوح بمشاعرك تجاهي؟!
يزيد بحزن: كنت حينها أعتقد أنك تحبين ذلك الفتى وهو أيضًا لذا لم أشأ أن أسبب مشاكل لكما فقط اكتفيتُ بأن أراكِ سعيدة.
ارتميت بحضنه وأنا أبكي وأقول: يا الله.. يزيد أن أعشقك يا فتى، كم حزنت حقًا بعدما اعترفت لي بكل ما عانيته بمفردك وكنت أنا السبب به.
يزيد وهو يضمني: لستِ السبب ولكن أقدارنا هكذا مكتوب عليها الألم، أنا كنت أعاني من حب من طرف واحد وأنتِ كذلك ولكن انظري الآن نحن مع بعضنا بالأخير.
لينا بصوت باكٍ سعيد: أعشقك يا يزيد.
يزيد بحب وسعادة: وأنا أعشقك يا قلب يزيد.
منة الله محمود أدهم.
التصنيف
اسكريبت
♥️♥️
ردحذف