الخِذلان | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"الخِذلان"

ظلوا يقولون إنني قوية وأُنثىٰ لا يُمكن كسرها البتة، كُنت دائمًا أقول أنـه لن يأتي شخص ويدخل في إطار حياتي التي أُخبئها عن الجميع وأعطيه جزءً مِن قلبي؛ لأنني أخشى الرحيل، الهُجران الأبدي، الخِذلان مِن الأحبة، إلى أن أتـى هذا اليوم الذي كُنت أخشاه وأقتحم هذا المخلوق حياتي، بل سلبها مِني ولم يأخذ جزءً مِن قلبي على حسب إعتقادي القديم بل أخذ الفؤاد وأحتله بِمفرده، خفق له القلب وهذه المرة الأولـىٰ التي يحدث فيها هذا الشيء، ألستُ أنا القوية التي يحلف الجميع أنها لن تعشق يومًا ولن يكسرها غياب أحد؟! ولكن تأتي الرياح بِما لا تشتهي السُفن، وأصبحتُ مُتيمة بِعشقه وسكن الروح، أغدق عليّ بِالحب والحنان اللذان كُنت أفقدهما دائمـًا، كشف قناع القوة المُزيف وزرع على وجهي بُستانٍ مِن الورود الزاهية، فأيقنتُ أنه الشخص المُقدر ليّ، فسردتُ له عن آلامي وأوجاعي وعن نوبات حُزني التي كُنت أُواجهها بِمفردي، ولكن أيضًا لم تشاء الأقدار وحلّت أمواج تسونامي، وهبّت رياح الخماسين رحل أيعقل! نعم رحل في هذه الليلة وما أقساها مِن ليـلة، الليلة الوحيدة التي هبطت فيها دموعي وكأنها فيضان أغرق محاصيل الزرع وذبُلت وأنا صِرت كهذا، ذبِلتُ فوالله ما كُنت أبكي؛ لولا رحيلك الذي أحني ظهري وجعًـا وتوقفت كُل الطُرق أمامي وأصبحتُ خاوية كأنني صحراءٍ جرداء هجرهها أهلها؛ لأنها لم تعد تصلح للعيش عليها، فسلامًا على كُل مَن فارق وتركَ خراب الدُنيا في قلوبنا. 

حبيبة خليل"ليــل".

1 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان