
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"رحيل"
وثقتُ بكَ وكُلي يقين أنكَ لن تخذلني وترحل، أحببتكَ وتعلقتُ بكَ وأصبح قلبي ينبض بإسمكَ فقط، لم أُردْ شيء سِواك، كُنتُ أحلم بحياتنا سويًا دائمًا لدرجة أني أخترتُ أسماء أولادنا، ليأتي ذلكَ اليوم المشؤم، كنا نسير بجوار بعضنا وأيدينا متشابكة وفجأة قُلتَ لي أنكَ ستذهب وتجلب شيئًا ما، لا أدري لِما أنقبض قلبي حينها، سَحبتُ يدكَ من بين يدي بصعوبة لأني كُنتُ متمسكة بها بشدة وكأني لا أُريدك أن تذهب، تركتُ يدي ثُمَ ذهبتُ مِن أمامي ونظراتي تُتابعك بإضطراب وقلب مُنقبض، وفجأة دوىٰ صوت اصتدام قوي وصراخ الناس والجميع يركض إلىٰ ذلكَ الجسد الملقىٰ أرضًا ينزف الدِماءُ بغزارة، نظرتُ لذلكَ الجسد لتجحظ عيني بذهول وأنا أجدك ملقىٰ أرضًا تلفظُ أنفاسكَ الأخيرة، إنهمرت الدموع من عيني بلا توقف وبلا إرادة، أرتجفَ جسدي وعقلي لا يُصدق ما يحدث وعيناي تُكذب ما أراه، سمعتُ صوت أحدهم يقول بأسف: إنَّ لله وإنَّ إليه راجعون، حينها تنبه عقلي أن الذي يحدث هو حقيقة فصرختُ بشدة وأنا أركضُ إليكَ غير مصدقة أنكَ رحلتُ عَن عالمنا، ضميتُ رأسكَ إلىٰ حضني وأنا أهز رأسي بعدم تصديق وأقول بتقطع: أنتَ لَم تَمُتْ، أنتَ مازلتُ علىٰ قيد الحياة، هُم لا يفهمون شيء أنتَ فقط تُمثل عليّ كي تجعلني أقلق ولكنكَ حي تُرزق، أفق أرجوك أفق، صرختُ بأخر كلمة والجميع ينظر لي بأسف وشفقة وحزن ومِن ثُمَ سَقطَ رأسك مِن حضني لأوقن أنكَ فارقتَ الحياة، فارقتَ الحياة ولم نستطع تحقيق أحلامُنا سويا، فارقتُ الحياة وتركتني وحيدة من بَعدك ولا أحد بجانبي، كُنتُ أشعر منذ أن تركتَ يدي أنك ستتركني للأبد، لو كُنتُ أدري أنكَ ستُفارقني ما كُنتُ تَركتُ يدكَ أبدًا، رحمكَ الله يا أطيب خلق الله.
لـِ منة الله محمود أدهم.
التصنيف
نصوص