مسرحية الدنيا ‏| ‏"جريدة ‏غزل" ‏

"مسرحية الدنيا"

أشاهد الكون من حولي بذهن شارد وعقل غائب مثل تمثال من الشمع لا يسمع، لا يرى، ولا يتكلم لكن من ينظر إليه ينبهر بجمال تصميمه ورونقه،  وبعد إنتهاء العرض ينخرط الجميع في حياته ويبقى التمثال وحيد داخل المتحف حتى تتكون عليه الأتربة في الآونة الأخيرة، أدركت أن الحياة ما هي إلا عرض مسرحي كبير والجميع يقوم بالتمثيل به، لكني تعبت من هذا التزييف وكل يوم أتأكد من أن قراري اعتزال البشر هو أصوب قرار أتخذته بحياتي، فمهما كانت صعوبة الوحدة فهي لا تضاهي قسوة الخذلان، والانخداع في أقرب الأشخاص إليك، في النهاية تأكدت من فكرة واحدة كونك وحيد لا يعني أنك حزين أو بائس فأحيانًا تكون الوحدة هي الوسيلة الوحيدة للراحة من تلك المسرحية، لذلك لا تتردد أبدًا في أخذ راحتك في هذه الدنيا.

لـِ هايدي هيثم.