ليسوا سواء|"جريدةغزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"ليسوا سواء"
- أتدرينَ يا صفا! الأقارب لا يجلبون سوىٰ الخلافات والمصائب، ويستحيل أن تجدي أحدهم بجوارِك إذا ما أصابتكِ نَكْبَة .
- الويلُ يا قاصي، كيف تقولُ ذلك! فالعائلة والأقارب هم أحد الأعمدة الأساسية اللازمة لبقاء الحياة مستقرة، همُ الظهر الذي نحتمي خلفه، همُ اليد التي نستندُ عليها عند السقوط، أذكرُ إحدىٰ المرات التي تعرضتُ فيها لنائبة من النوائب وكان أول من وجدتهم درع لحمايتي هم أفراد عائلتي وأقاربي سواء من قريب أو من بعيد، أذكرُ أنه لم يغمض لهم جفن حتى تأكدوا من أنني أصبحتُ أفضل وأن أولئك الذين آذوني لن يتعرضوا لي ثانيةً، وبالفعل لم يجرؤ أحدهم على الوقوف بوجهي ثانية ويهربون كالجرذان إذا ما رأوني لأنهم ببساطة أدركوا أن هناك حصون هدفها فقط حمايتي، فليست كل العائلات سواء وليس كل الأقارب عقارب .
- محظوظة أنتِ يا صفا روحي بعائلتك تلك، فمن حديثك فقط تمنيتُ أن أكون أحد أبناء عائلتك ويبدو أن القدر حقق لي ما أراد قبل أن أتمنى فقد التقيتُك وأحببتُكِ وقريبًا سيجمعنا بيتٍ واحد وبذلك أكون انضممتُ إلى عائلتك .
- مُرَحَبًا بكَ دائمًا يا من عشقه كياني .
- أتدرينَ يا صفا! عائلتي لم أعرفُ منها سوى الخذلان، وقعتُ كثيرًا وتمنيتُ أن تمتد لي يد أحدهم لتساعدني على النهوض ولكن النتيجة كانت في كل مرة مُخيبة للآمال، كنتُ أرى تلك الإبتسامة السمجة المرتسمة على وجوههم والتي كانت بمثابة خنجرًا مسمومًا أصابني في مقتل، كنتُ أراهم يَمُرُّونَ عليَّ مهرولين ويتظاهرون بعدم رؤيتهم لي ويتركون ورائهم تراب الخيبة يكتم أنفاسي، في صغري كنتُ أحبهم لأنني ببساطة لم أُدركُ معنى العائلة أما بعدما شَبَبْتُ عن الطوق لم يكن هناك شيئًا أبغضُ على قلبي منهم، معكِ حق في أن العائلات ليسوا سواء فمنهم من رأى بكَ سَنَا ضوءٍ وساعدك على التوهج أكثر لتكن نجمًا لامعًا ومنهم ما إن لمح شرارة إنطلاقك ألقى عليها رماد الخيبة فأخمدها وذهب وتركك وراءه محطمًا مكسور القلبِ والخاطر .
- هَوِّن على نفسك يا قاصي فأنتَ الآن بين أحضان عائلتِكَ الجديدة وأنا واثقة أنه سيأتي اليوم الذي تجدُ فيها أذرع عائلتك مفتوحة لكَ على مصرعيها فَمُحال أن يستحيل الدم ماء .
- مُحال أن يستحيل الدم ماء ولكن الدم قد تجمد، عائلتي أمرٌ مفروغ منه فقد لَفَظْتُهم من قلبي وانتزعتُ نفسي من أرضهم، أنا فقط أنتمي لهم إسمًا إما قلبًا و روحًا فلا صلة لي بهم، أنا لا أشبههم وهم لايشبهونني، عائلتك شرف لي أن تعتبرني أحد أفرادها أما الحقيقة فأنا لستُ منهم، أنا يا صفا كُتِب على قلبي التشتت والتيه .
- وأنا يا قاصي! ماذا أعني لك؟
- أنتِ القلب الذي عرفتُ معه معنى العطاء، أنتِ القلب الذي استفاق قلبي من غيبوبته لأجله، أنتِ صفا روحي .

ابتسام_عصام

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان