ونفسي ‏لبيت ‏الله ‏تواقة ‏| ‏"جريدة ‏غزل" ‏

"ونفسي لبيت الله تواقة"

أتعلم يا صديقي من قلة حيلتي وشدة ما أنا به وما أمر فيه وإحساسي بأن قلبي أصبح هشًا ضعيفًا أحيانًا بل ودائمًا، أتمنى لو أتتني فرصة للسفر إلى مكان ما لأخترت أن أذهب إلى المملكة العربية السعودية، ولتركت كل شيء جانبا وفلت يدي من كل الجبال التي تقيدني، ولتوجهت مسرعة إلى مكة إلى أن أصل داخلها ومن شدة شوقي وتلهفي للمس باب بيت الله أركض حتى تتساقط الهموم والآلام، أركض باحثة عن الراحة والأمان،  أركض ولم أسمع إلا صوت قلبي ينادي يا مغيث أغثني يا قاضي الحاجات ورب المستضعفين أقضي حوائجي وأعني يا مجيب المضطرين أجب دعوتي حتى أصل للكعبة ومن شدة اشتياقي له وخوفي من النار ومن سوء ما قدمت وما أخرت أطوف بالبيت واهتف بصوت يفوق كل أصوات الطائفين بل ويخرق مسامعهم ويخرج المكبوت بداخلي ناطقًا لبيك اللهم لبيك لبيك ربي ثم أنزل باكية حتى أجد يداي تلتمس شيء وإذا به الحجر الكريم فأضع رأسي عليه وأتشبث به كما يتشبث الطفل الرضيع بأمه ثم تأخذني غفوة أشعر فيها بأن هموم الدنيا كلها قد زيلت ومن ثم أحس وأني قد ذهبت إلى بيت رسول الله أدق بابه والدمع في أعيني فيفتح الباب ليجدني متكورًا على عتبة بابه ابكي كطفل صغير تائه في دنيا غريبة ارتعد من برد الأيام فيأخذني إلى بيته ويدثرني بعبائته كما دثر حذيفة بن اليمان ثم يلقي على قلبي السلام فأقول له زملني يا رسول الله فإني منهكة متعبة تلك المضغة التي في يساري تؤلمني والدنيا أثقلت كاهلي زملني ثم أنزل لأقبل قدماه الشريفتان فيرفع يده ليمسح على رأسي ويسأل الله لي أن يعفوا عني ويطمأن قلبي فيراني أنظر إليه كنظر المحروم من وطنه ويرى اللهفة والشوق في أعيني فيقبل رأسي ويبشرني بأن الملتقى الجنة ومن ثم استيقظ على حبات المطر التي بللت ملابسي واختلطت معها دموعي وطهرت قلبي وانشرح صدري بما رأيت وما قيل لي بأن الملتقى الجنة.

لـِ سمر جابر"الدرة المصونة حور".