يا أسفي على شبابي |"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


 


*ليت الشباب يعُود يومًا فأخبرهُ بِما فعل المشيب*


أجلسُ هنا وحدي، بين دفاتِر العمل أُشاهد بطئ عقاربُ الساعه مِن أسفل نظراتي، أُحاول أنْ أختلسَ مِن وقتي بِضعَ دقائق، وسطَ زُحام الحياة وأسبح بخيالي في الآفاق، واستحضر مَشاهد مِن لحظاتِ الصبي، عندما كنتُ أُجلبُ دفاتر المدرسة المُزرقشة، وأتحسسُ صَفحاتِه بأناملي، وأُقلبُ صفحاتهِ صفحه تلو الأخرى، حتى إنتهى وأنزِعَ الورقة مِن مسكنها، وأتركها تحلقُ في الهواء، كنتُ أصنع العديدَ مِن قُصاصاتِ الورق، على شكل حلمي الذي أردتُ دومًا أن أصل إليه، فكمَ تمنيتُ أنْ أُصبحَ طيارًا، ويكون لديَّ عالمي الخاص أُسافرُ إلى جميعِ البُلدان، وها أنا اليوم أجلس على مكتبي القديم، الرثَ المُظلي باللون المُذهب، أُطالع الصادِرات، والورادات، والحسابات، حتى إمتقعت عيناي مِن كثره النظر إلى هذه الدفاتر المُهتزئة الجلد، ومنزوعة الأوراق، فكمْ أتمنى أنْ تعود بيَّ الأيام، وتأخدني عَبر فجوة زمانية، وتنتشلني مِن هذه المسؤليات التي تحفني مِن كلِ جانب، فبعدما خسرتُ حلمي، تحطت نفسي بقوقعة اللامبالاة، حتى هُرمت وإشتعل رأسي شيبًا، وسُطِرتْ علاماتُ الأسى على وجهي السرمدي، حتى اُصِيبتْ أفكاري بالعقم، فأصبحتُ كالورقة التي تجرفها بُحور الحياةِ بين العديد مِن المهن، اُريد فقط أنْ أعُود لِأيام الصبي، وأعيشَ في حالة مِن الفوضى كما إعتدتُ دومًا، فلَنْ يتضجر عليَّ أحد، أتمني أنْ تعودَ تِلكَ الأيام، حتى أستمعَ إلى ترانيمِ أُمي ودعواتها، التي كانت تحفني مِن كل جانب، فكمْ أفتقِدُ إلى صوتها الحنون، أتمني أنْ تعودَ فترة شبابي، فأُخلد بعض الذكرياتِ وأستَمتِع بِبعضِ اللحظات، وأُعيدُ بعض السيناريوهات، واُصححَ بعض الخطاء، وأنفتحَ على العالم، ولَنْ ألجأ ِِلِلأنحِناء، وأسترجع حلمي وأطير إلى عنان السماء، أتمنى أنْ أعود عبرَ الفجوة الزمنية للوراء، أقسم أنني لَنْ أتركَ تِلكَ الفُرصة تضيع هباءً، فأصبحتْ حياتي كالماء، بعدما لجأت لِلإنزواء؛ فتبًا لحياتي البلهاء، التي أمضيتهُ في السعادة والهناء، فأنا مَن تجرع الألم، وسأستمِرُ في العيش في شقاء، حتى ألفاط أنفاسي الأخيرة، وتَصعدُ روحي السماء. 


       *ليت الشباب يعود يومًا*


_يمنى أيمن

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان