حديث الروح |"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


حديث الروح
- اهدئي قليلًا، ما بكِ؟
= هي بقايا الروح المُتهالكة تُحارب ماضٍ مؤلم وواقع أكثر ألمًا.
هل تشعر بذبذة صوتي عند حديثي عن سبب خُذلاني؟ لم يكن سببًا واحدًا بل أسباب عديدة.
أيقنت أن الإبتعاد عن البشر راحة لا مثيل لها.
لا أُفكر في مَن قال أو مَن رحل، أحاول ترميم بقايا روحي، فأبتعد عن الجدال والنقاش ظنًا مني أني سأكون بخير.
- انتهيتِ؟
= العناء لا ينتهي؛ هناك حروب بداخلي تُمزقني كُل ليلة، أضع رأسي على الوسادة وتكون الدموع هي الراوي؛ أستمع لضجيج أفكاري وتظل الدموع تروي، فتمتليء الوسادة بحورًا مِن الحزن والخُذلان والحسرة.
آهٍ لو يمرُّ العمر دون ألم، ليتني ما تمسكت بالماضي، تمنيت أن الماضي لم يكن، وأن الحاضر ما جاء ليُزيد تعب الماضي.
ليت الألم حبيس صدري يُفك أسره، ماذا لو دامت السعادة؟ هل يفارق الحزن صدورنا؟ لعل الأحباب تعود، والأصدقاء لا يرحلون، متى الحديث الذي أنقطع يُكتمل؟
جميعها أُمنيات، أحلام، وسراب لن تتحقق. 
- حسبُك! 
= لن تُفيد بعثرة كلماتي شيئًا، لا تملك أن تُحرك ساكنًا، ولا تُزيدني إلا ألمًا وحسرة.
الغائب ما له مِن عودة، والأصم لا تصلنَّ كلماته أبدًا، ولا يُزهر الورد بعد الممات، ولن ينبض القلب إلا في وجود الأحباب. 
- هلا ينبض! 
= هل رأيت الأحباب تعود! 
تملؤك الحسرة في كُل شيء، الخُذلان أكل روحك وتضائل جسدك..ولم يبق لك غير الحزن. 
لن أقول أن حُزنك سينتهي لأن ليس بيدكِ ضياع خفقان قلبكِ؛ ولكنني أثق أنكِ ستُصبحين بخير كما عهدتكِ دومًا صامدةً في حروبكِ. 
ربما تنتصرين يومًا يا عزيزتي.

هدى شرقاوي

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان