مواجهة موجعة |"جريدة غزل"

مواجهة موجعة

أحيانًا كثيرة أتمنى لو كان بإستطاعتي أن أقف بين الجميع، وأصفق لذاك الجانب الملكوم بداخلي وأحيّه ألف مرة على صموده وسط كل هذه الصراعات، ثم أسأله كيف في كل مرة يستطيع النهوض مِن جديد ومواجهة الحياة كأن شيئًا لم يكن، لدرجة أن جميع مَن حوله  يكاد يجزم أنه لم يمر بشيء سيء على الإطلاق في حياته، وأن سعادته تُغطي الكوكب بأكمله؟ ووسط تساؤلاتي سمعت همهمات السخرية تنبعث مِن داخلي، وصوت خافت يقول كفاك تظاهرًا بالقوة رغم مابداخلك مِن ندوب وجراح تنزف مهما مر عليها الزمن، تتجدد كل يوم الجميع يراك مِن الخارج مُبهر مثل الزجاج البراق أما بداخلك فهذا الزجاج مهشم لألف قطعة وقطعة، تسألني كيف أستطيع النهوض مِن جديد إذن لك الإجابة التي تتهرب مِن مواجهتها دائمًا "لأنك بقايا إنسان يا صديقي" ومع إرتفاع ترديد صدى تلك الكلمة بداخلي وقفت أمام مرأتي ونظرت لنفسي وكأنني قررت مواجهة نفسي بالأمر وابتسمت بوجع ورددت: نعم أنا بقايا إنسان لكني ماهر في إظهار السعادة على وجهي لذا لا يشكل فرق إن كنت بخير أم أحتضر حيًا لأن لا أحد يهتم سوا بالسعادة الظاهرة علي وهنا ينتهي الحديث.

هايدي هيثم