أفكار عشوائية عن ليالٍ شتوية | "جريدة غزل"

-على الأريكة المظلمة ليلًا 

في الليالي الشتوية حيث ليلة الدجي حيث لن تسمع إلا أصوات بعض الجردان في شوارع ونباح الكلاب على صغار الشوارع التي تقيم مساكنهم تحت الأرصفة والكباري تلتصق أجسامهم بالجدران من شدة البرد في الشتاء وهطول الأمطار وأنين صوتهم قائم قاتم لتبدء عندهم قصتهم وتنتهي عندهم دون أن يسمعها من حولهم ولا يحسهم أحد في ظلمة الليل. ومن هناك جانبٌ الآخر حيث تجلس فتاة على أريكتها تحمل في يديها كوب من الحساء الساخن تستمع إلى الألحان المميزة من سيمفونية أسطورية لفريد الأطرش، ومن عبر نافذتها يدخل إليها ضوء مختلف تلتف لتشاهده من أين يأتي؟ فتجده من روميو الليلة وقيس الكلمات عازفٌ على الألحانِ العندليب يقول حبيبتي هنا تبدأ قصة مختلفة مع رقصة من سيمفونية قطرات المطر وهدوء الليل وثلج الشتاء يذهب من دنيا إلى دنيا لتهدأ كل الأصوات لصوت الحب ونجوم السماء وأنا وأنتِ يا حبيبتي؛ لتعود بها مجددًا على لحن فريد الأطرش حيث الليل ونجومه والشتاء الذي أخذها وعاد بها لماضى قصةٌ منفصلة متصلة من حكايات الشتاء ولتستمتع بهذه الاغنية الرائعة من نجوم الليل.

نجوم الليل دموع تبكي على حبي وأمالي، سواد الليل سطور تحكي عذابي وانشغال بالي.

ظالـــم وأحبـه من روحي قاسي وفي حبه طال نوحي.

ليـه الظلم ليـهل يه القسـوة ليه 

يارب ليه.

داريت الدمع والشكوى عن الدنيا اللي ما تسوى.

ومين قال الحياة حلوة وفيها الظلم والقسوة.

لمين أشكي ويسمعني لمين أبكي ويرحمني.

العمر قضيته حزين مظلوم أخلص من هم ألاقي هموم.

على دمعي أنام أقوم واقول ده نصيب وقدر مقسوم.

يا رب ايه العمل دي حكمتك 

يائس ومالي أمل غير رحمتك.

وفي الظلمة الشتاء وحبات المطر أحدهم فرحٌ مجنون به كأنه قادم من سفرٍ لا غبر عليه يحمل الخير في طيات حباته ليجمع الفلاح المؤونة في يومه، والبدو في الصحراء والقارئ والكاتب في ليلة له دفء المعنى على إطارٍ خاص ربيعي المنظر تنجلي ستائر في حباته بسحرٍ بلا سَحر وتسرقنا الكلمات في حكايات متصلة منفصلة من ظلمة الشتاء وأريكة مهتزة وهدوء ينشدنا مشعل فحم مشتعل يدفع دفء في ليالٍ صقيعية قارصة.

البقعة البيضاء والأرض المندثرة بخزات المطر وسحابٌ لا تنتهي لقصة مولودٍ جديد بَدّء نطفةٌ فمضغة فعلقةٌ مُخلّقة فوليدٍ ورضيع فطيّم فصبي فغلام فشابٍ فشيخٍ مسن بلغ به الهِرّم وتستمر عجلة لحكاياتٍ لا تنتهي لا نعرف لها بِدء ولا نختم لها خِتم في شتوية السهر ودفء القمر، ونهاية متروكة لكل بطل رواية.

جهاد ريان