التشتُت|"جريدة غزل"

التشتُت'

ها هو التشتتُ ذاته يُعاد للمرة التي لا أعلم عددها، الضغوطات مِن كل جانبٍ، لم أعُد أحتمل، مِن الواردِ جدًا أن ينفجرَ عقلي الآن؛ وأيُ عقلٍ يحتملُ كل هذا الألم والتشتت أيُعقل أن يأخذ بنفسه إلى الهاوية والجنون؟

لا يوجدُ على دهر الأرض مَن ليس لديه ضغوطات تُحكمهُ وتُقيده، ولكن بالحدِ الذي يتحمله البشر، رأسِي مُشتت وملؤه ضغط وتوتر وتشتت، ضغوطاتُ مِن الأهل، دراسيًا، إجتماعيًا، وسائل التواصل الإجتماعي التي أهدرت وقتي واحتكرته لِصالحها، 

ليت عقلي يهدأ ويُرتب ويلملمُ شتاته؛

التوترُ الذي يُصيبُني عندما تعيريني مهامٌ أكبرُ مِن ذاتي أحتاج وقتها أن أهدأ فأنا لستُ بآلةِ تعملُ دون كلل، تُستنفذ طاقتي واشتهى أن أُزود بِما يُعيدُنى كسابق العهد، نشيطًا، مُنجزًا، لا أجد راحتي في أن أُرقرقَ وأفعل واجباتي على عجلٍ يُصيبُنى بالفتور، أو التقززُ مِن فعل هذا العمل الذي أحدثَ خللًا كبيرًا في يومي الجميل الذي يسيرُ بدقةٍ عالية؛ كي أستطيع أن أُنجزَ وأعملُ دون ملل.

المسؤلياتُ حتمًا وبلا شك تثقلُ كاهل صاحبها، لكنها أيضًا وبلا شك تصنعُ منه رجلًا يقفُ كالجبل في وجه المصاعب، تُمدُه بالخبراتِ، وإتقان المعارفِ، مَن معهُ ومَن عليه، تُثبت عضدهُ وتقويه، ولكن قطعًا سيحتاجٌ إلى الراحةِ بعد التعب، واستمداد العونِ والقوةِ بعد الكللِ واستنزافُ الطاقة التي حتمًا ولا بُد ستُعركله أثناء رحلتهِ في البحث عن ذاته، والتخلص مِن عناء الشتات والمسؤلياتِ التي حتمًا ما يقعُ على عاتقه انجازُها، فلا بُدَ مِن أن يأخذ راحته بعد كلِ هذا العناء والأرق التي كاد يُصيبه بالجنونِ ودائمًا ما يؤلمُ له رأسه، وعلى مَن حوله أيضًا أن يمنحونه هذه الفرصة، وكفانا تعجيزًا في غيرنا فكل واحد منا بداخله ما لا يبُوحُ به، وما لا يُطيق أن يتحمله ولكنه يُحاولُ حتى تسير رحلة الحياة بدون مزيد مِن الخسائر.

ياسمين حسن"رفِيقةُ النُجومِ"