الحب والجن لا يجتمِعان |"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


الحب والجن لا يجتمِعان
البارت الأول
كانت عادتي أن أذهب إلى المقابر كل أول جمعه في الشهر؛ لزيارة قبر أبي، وأمي، وأقرأ لهم الفاتحة، والقرآن، وما أن أنتهى إلا ويأتي هذا المجذوب، ويهم برش المياه والتراب عليَّ وهو يصرخ، ويقول: هذا الرجل لا أنه نظيف إبعدي عنه كفاية إبعدي عنه وعني كفايه، ويرش ما تبقى من مياه في الزجاجه عليَّ ويقف أمامي ويفرد يديه، وزراعيه، ويعطيني ظهره، وكأنه يفصل بيني وبين أحدٍ لا آراه، و يصرخ إذهب إمشي، إبعد بسرعه فيأتي الأطفال، ويركلوه بالطوب والحجاره. 
فيجلس القرفساء ويضع رأسه بين رجليه، ويديه فوق رأسه، وهو يصرخ أنا لا أستحق كل هذا كفاية اتركيني، فذهبتُ إلي منزلي، وهذا المشهد لايترك عقلي، لست أعلم لماذا كلما أذهب إلي المقابر أقابل هذا المجذوب؟ 
لابد أن أفعاله لها أسباب، وبالذات أفعاله معي، لابد أن أعرف هذه الأسباب والأفعال وأفعاله معي بالذات! كان هذا تفكيري في المساء، وقررت أن اترك عملي في الصباح وأذهب له في المقابر، يرن التليفون صباحًا إنه رئيسي في العمل يطلبني في السادسة صباحًا
أنا: خير يا سيد نايل
نايل: أريدك في خلال نصف ساعه في مقر الشركة الرئيسي بوسط البلد
أنا: هل الأمر خير
نايل: نعم خير، واحضر معك جواز سفرك
أنا: جواز سفري لماذا؟ 
نايل: سوف تعلم كل شيء عند حضورك لا تتاخر
أنا: سوف أُحضِر شنطة ملابسي، وآتي في الحال. 
نايل: لا أحضر فقط أنت لأنك ستسافر في طائرة الثامنة، سوف نشتري لكَ كل مستلزماتك علي حساب الشركة. 
أنا: حاضر سلام سيدي. 
أغلق الخط بدون أن يرد السلام
يارب يكون الأمر خير. 
أكملت لباسي، ونزلت أخذت تاكسي، وافتكرت ذلك المجذوب من المقابر، وافتكرت إني لن اذهب ألي العمل اليوم، ولكنه العمل، والمدير وكما نقول 
"أكل العيش" إن شاء اللّٰه عند عودتي سوف يكون هُنالك المزيد من الوقت؛ لأذهب إلي هذا المجذوب وأعرف ما أوصله إلي هذه الحالة، ولماذا يعامل الناس جميعًا بطريقة، ويعاملني أنا بلطف، أو بطريقه اخري؟ 
أفاقني من شرودي سائق التاكس وهو يقول: وصلنا يا سيدي
أعطيته حسابه، ثم دخلت مقر الشركة. 
طلبت المصعد وعند فتح باب المصعد لمحت هذا المجذوب، ولكنها كانت مجرد لمحه لم أجده،
 قلت في نفسي:  هذا من كتر ما فكرت به هذا خيال، لا أكثر، دخلت الشركة، وكان السيد نايل في إنتظاري ألقيت عليه السلام فرد عليا السلام. 
 وقال: هذه الصفقة سوف ترفعك إلي السماء إن أتممتها إن شاء اللّه
قلت له: إن شاء الله لكن ما هي هذه الصفقة، وما هي جنسيتهم، ولغتهم. 
نايل: عن الصفقه فهي أن ناخذ الحق في البحث، والتنقيب عن المعادن، و النفط في عدة دول في جنوب أفريقيا، وهذه الشركة التي أنت ذاهب إليها مفهومهم بدائي جدًا، و سيكون في ظهرك أهم شخصيات سياسية، وحربية علي مستوي العالم بأسمائهم، أو بأسماء مستعارة حين تمضي هذه الصفقه، وسيكون لك مُترجم معك تحت إمارتك 
أنا: عظيم جدًا يا سيد نايل 
نايل: هذه الشنطة بها الأوراق، و العقود الخاصه بالمشروع، و دراسة كاملة من عدة شركات بأماكن التنقيب بالصور التي أخذتها الأقمار الصناعيه، و بعض التحاليل التي تمت لتربة الأراضي هناك، فأنت تعلم أن في جنوب أفريقيا أغلب شعبهم يعمل في الزراعه، أو العمالة بحثًا عن ما يقتاتون به، إدرس الأوراق وأنت في الطيارة؛ لضيق الوقت، وأي إستفسار سنتكلم فيه لاحقًا؛ نظرًا لضيق الوقت. 
أنا: حاضر يا سيد نايل أستودعكم الله 
نايل: لا سوف أتركك علي سلم الطائرة، و خذ هذا رقم حساب بنكي هناك؛ لتغطية مصاريف العمل أي أحد آخر سوف أشك في أمانته، إما أنت ما شاء اللّه عليك، لا تشرب، وليس لك في طريق الحرام،  لذلك هذا الحساب مفتوح تحت أمرك فقط. 
أنا: هذه الثقة شهادة تعلق علي صدري طوال عمري. 

ولكن هل الطائره ستصل الي وجهتها، أم سوف يحدث شيء داخل الطائره؟
يتبع...

عمام سمير 

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان