شتان بين الأنين والضنين | "جريدة غزل" ‏


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


" شتان بين الأنين والضنين"

وفي أرجاء غرفتي تتابع الذكريات واحدة تلو أخرىٰ، والقلب يأِنْ، والعقل يضنْ، ثم يتشتت الجسد أيُّهم يتبع، ويرغم الأنين العين علىٰ أن يشق الدمع طريقه، ويأتىٰ ضنين مشاعري يُخيمُ في الأرجاء، فيعاتب الأنين قائلًا: كفاك بعثرة وهراءً، ألمْ تتعلم الدرس بعدُ أمْ ماذا؟ لماذا تفتح الأبواب علىٰ مصراعيها؟ ليس هناك أكثر من شخص يستحق ما تفعل، إلىٰ متىٰ هذا العذاب؟

*فيجيبه الأنين بحزن: وما ذنبي إن كانت الحياة قد رمت بيّ إلىٰ تلك الأشخاص، وعصفت بيّ إلىٰ شاطىء الأماني، وما ذنب قلبي إن كان قد أحبها وهبَّ بالركوض خلفها؟

-وإذا بالضنين يهاجمُ القلب قائلًا: وأنت يا هذا لم تفتح الباب علىٰ مصرية هكذا ألا يكفيك ما مضىٰ؟ لتبخلْ ببعض مشاعرك التي تستنزفها وتعطيها لجميع المارين، ألا يكفيك هذا الحزن والأسىٰ، ومنْ ثمَّ تحتدُّ المعركة بين الأنين والضنين.

-فيقول الأنين: كفاكَ هراءً لا أعلم من أين تأتي بتلك القسوة، إنَّ الماضي شيء جمل، ومنهُ أتيتُ أنا، فدعني وشأني.

*ثم يجبه الأنين: ليستْ قسوة، ولكنّي لا أحب أن تستنزف مشاعري في أشياء تافهة، سأحتفظ بها وألملم شتاتها إلى أن يأتي منْ يستحقها، ويكونَ كفيلًا بحملها.

ثمَّ يصمت الأنين، وينتصر الضنين، ويغيمُ الصمت في الأرجاء، ويرغم الأنين القلب علىٰ إيصاد الأبواب، وتنتهي المعركة بعد شتات دام سنين، شتاتٌ يمزق الفؤاد ويعمي العين.

كتابة: تبارگ محمد | قدس

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان