
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
إليكَ أكتُب
هذا ليس أول خطابٍ أكتبه لك، أعتقد أنه العاشر، أو الحادي عشر، لا أعلم، ولكن كلما بدأت كتابة إليكَ أجد أحرُفي تتهاوى، ولا أستطيع أن أصف ما بداخلي؛ فأُمزقه، ثم أبكي، وتُحرق روحي، كيف لي أن اصف لك حالي؟
كيف لكَ أن تتفهمني؟
كيف لكَ أن لا تتذمر مِن كِثرة الشكوى؟
كيف لكَ أن تشعر بآلامي؟
كيف لكَ أن ترى الندوب التي ملئت جسدي؟
أُريد أن أفيض بكل ما بداخلي لكَ، ولكنني خائفة مِن أن لا تتحملني بعد ذلك، وأن تَمل مني، وأن يعود الصمت يُرافقنا مِن جديد، ويُصبح حاجزًا بيننا، لا أُريد أن أعود إليكَ هكذا، ولا أُريد أن تراني وأنا مُمزقة الأطراف، أنا الآن هشًا للغاية، وكل ما يمُر بداخلي يُحطمُني، ويجعلني أشعر أنني عالق،ٌ ولا يُمكنني الفرار، وربما ساظلُ عالقٌ إلى الأبد، وأن لا مفر لي مني، وأن حياتي التي هُدمت لا مجال لها أن تعود لتُبنى مِن جديد، فكيف لروحٍ أن تعود؟
وكيف لقلبٍ أن ينبُض بعد أن فارق الحياة؟
لا بأس بكل ذلك فأنا بخير، ولا زلتُ على قيد الحياة.
وما أن أنهيت كتابة خطابي هذا، حتى قُمت بتمزيقه هو الآخر، لأعود وأكتب إليكَ مِن جديد.
عزيزي القابع في الجزء الآخر مِن العالم، السلامُ عليكَ وبعد:
أنا بخير للغاية، وكل شيء على ما يُرام، لا يفزعك صمتي، ولا تحزن على ألمي، فأنا الآن أفضل بكثير، كُن بخير يا عزيزي إلى أن تجود الحياة بكَ لي؛
وأخيرًا
أُحِبُكَ.
شيماء حسَنين"رحيل"
التصنيف
خواطر