عمر مضى |"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


عُمر مضى
ها أنا أنظر لنفسي في المرآة... يا إلهي أمضي العمر بهذه السرعة؟ كنت السابعة عشر بالأمس والأن أنا في السبعين مِن عمري! يا إلهي ماذا فعلت؟ بماذا سأُجيب مولاي حين يسألُني عن عمري فيما أفنيت؟ أحقًا هذه خصلة شعري؟ قد كانت البارحة شقراء جميلة واليوم هي بيضاء كجليد الشتاء! براءة الطفولة قد ذهبت وحلَّ محلها ضعف الكِبر، ووهنه الذي يذِل أكثر مما يرفع مِن شأن صاحبه! غدًا يُناديني إلهي، ويتطاير كتابي في الهواء لِأنظر والجميع بأي يدٍ سأمسكه! أبيميني فأفلح وأُصيب أم بِشمالي فأخيب وأخسر؟ مضى عمري وأنا مازلت عاصيًا لاهِيًا يُمهِلني، إلهي العمر فيغرنِي حِلمه وأتمادى في ذنبي وعصياني وأنام قائلًا: غدًا سأتوب ويأتي الغد ومازلت كما الآن غافلًا لاهِيًا، الآن أنا في عمر السبعين، لا أعلم إن كان لي في العمر بقية أم سينقضي أجلي، لكن ما أدركه الآن ويتضح أمامي أن عمري قد مضى في غمضة عين وعليَّ انتهاز ما تبقى منه، حتى لا أخرج مِن الدنيا كم جاء إليها لم يُذكر ولم يُقدِم أو يُؤخر وجوده شيء خرج منها عليه أكثر مما له، العمر كفتيلة الشمع؛ إن لم أغتنمه فيما ينفع فحتمًا سينتهي يومًا ويُحرِقني وأذهب سُدى كمَن لم يأتي، تجاعيد الوجه خطت على وجهي وظهرت معالم تقد العُمر جليةً واضحة وها أنا كعجوز هرمة قد فنى عُمرها يتعلم منها مِن حولها ويعتبِرون بماضيها ومِن ثم يتركونها وحيدة ويمضون عنها فلا تُعِد خطئي يا بُني؛ حتى لا تُعاوِد الكرة مرة أُخرى فمَن يدري بأي أرضٍ يموت وفي أي ساعة سيلقي حتفه.

ياسمين حسن "رفِيقةُ النُجُومِ".

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان