"ف المكروباصات"|"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.




المكروباصات مليانة ب حزن 
هتلاقي ١٤ حالة
والحالة بتحضن ف الكرسي
والكرسي بيشنق بني ادمين 
ف بلاش تسأل مين فيكوا حزين 
المكروباصات بتفول حزن من الناس ف الشارع
ف الكرسي الاول جنب السواق 
ودا بمثابة كرسي الحكم 
هتلاقي محامي ولابس شيك
خايف م شحم الميكانيكي 
يطير م البدلة وضوءها من البرفان 
او حتي يبوظ لمعة نضارته بنظرته ليها 
او يعرق بنزين ع الجزمة 
ف يخلي رباطها يطلع ف الروح 
او حتي يسيب ف سيجارته الكيلوباترا 
تتغزل ف جمال الماركة 
بيمنع وقتيها حدوث عاركة 
بين لبس السوق ... وبدلة زارا
ف بياخد الاتنين 
هتروح للكنبة الخلفية 
فيه ٣ ستات خارجين من عالم ريفي 
رايحين ع مركز بيجيبوا جهاز 
للبنت اللي خلاص تمت ٢٠
وفرحها كمان ٦ شهور
فيه طابور عرسان واقف ع الباب 
ف اختاروا يخفوا الحمل عليهم 
قاموا راميينها لاقرب واحد 
كان جايب شقة وشبكة كبيرة 
وشغله كويس
بقينا ف عصر تبيع البنت بكام 
فلوسك تكتر تاخد احسن 
بنلاقي البنت مقامها اقل  
من موضة قديمة اتركنت جوا دولابك
فيه وراهم اب معاه ابنه 
راجعين من تقديم كلية 
كان حلم الاتنين يدخل قمة 
او يلبس عمة وقفطان 
او حتى يجوز يطلع قبطان 
او يقبل حتى ف حربية 
لكن تنسيقه منعه دخول الكلية 
ورماه ف معهد سنتين 
واهو يعني يخلص جيشه 
ويشنق نفسه بحبل الغربة 
يتعلق ف خطاوي السعوديين 
يرموه ف شغلانة تجيب مصاريف
بقا قيمة المال ف عيون الناس 
اكبر بكتير من نور عينهم 
ف اياك تتعجب !!
لو شوفت عبيط بيبيع كليه 
ويسدد بتمنها حياته
فيه واحد قاعد جارهم 
يبدو عليه  واحد تلاتيني 
اتسرقت منه الضحكة الصافية 
اتسرقت احلامه ومشاريعه 
لافف جوا شهادته ب جنيه طعمية 
ودا يمكن كان اخر مبلغ وياه 
بيعيش طول عمره بيهرب 
من زن ابوه ع ودنه 
بأنه يشوف شغلانة جديدة 
او يطمن ع حد قريبه 
بقاله سنين ف الامارات 
ف تبص ف عينه لوهلة 
تلاقي دموع مكتومة بقالها سنين 
شاب حزين ...
قدرت احلامه اللي اتسرقت
تقتله ف مواسم عمره الاولي
ف يحاول يفتح شباك جنبه 
يزق الاحزان عن قلبه 
قام رادد ايده 
الناس فيها اللي مكفيها 
الارض بتشرب م الاحزن 
ف تنبت محصول 
بيضلل ع الفرح ف قلبك ... ف بياكله 
وينبت حزن جديد بدل المحصول 
ان كات هيروشيما اتضريت نووي 
وقدرت تقتل ملايين ف الضربة 
فيه بنت وراهم قلبها مضروب 
بفراق لخطيبها مجاش ف فرحهم 
ضرب الارض اهون بكتير 
من تفجير كامل للقلب وشرايينه 
صرخة قلبها من جوا 
قدرت توصل من كرسي مواصلة لاخر العالم 
فيه ٥٠ سنة ضايعين م العمر 
اتحبسوا ف كرسي معاهم 
راجل شايل بيت وعيال فوق كتفه 
وحاضن ب ايديه شغلانتين 
يقدر يلمس خطوات نسله 
ف كل اجازة ويمكن بتزيد شهرين 
شقيان لاجل اما يسيب الباب مفتوح 
لدخول العيش وجهاز بنته 
ومصاريف تعليم 
جاله السكر والقولون 
الضغط كمان مع قلة نوم 
بيوزع نظرات ع الشارع شبب ٢
اكتر ما يوزع لعياله 
ف اياك تتعجب 
لو راسه ف يوم مالت ع الشباك 
او بان مهموم 
فيه واحد ساحب كانسر ف ايديه
رايح يديله نصيبه من الموت 
بعد اما العالم سابه 
شعره اختار انه يفارقه 
ملامحه كمان اختارت تتغير 
بيبص لصوره زمان 
ويقول ياااه 
حمدا لله 
مبقاش ويايا الا انت ي شيخ 
بيعلق محاليل بتقطع فيه وقت اما بتجري 
بقا ياخده ف كل معاد من ايده 
ويخلص جرعة من المحلول .. يستني يعيده 
بقا كل اما بيفقد صاحب 
بيزيد الكانسر ف وريده 
ف الكنبة الخلفية 
فيه اب حزين جدا 
اكتر من حزن الناس ع موت عبدالناصر 
اكتر من حزن العالم ع الضرب الدايم ف فلسطين 
راجل كان يسحب م الدنيا الراحة
لو طلبت بنته انها ترتاح 
كان قايد كل صوابعه شموع لأجل ولاده 
كان يخلع جلده يغطيهم 
لو برد الدنيا يزيد حبة 
بيلف الدنيا بحالها عشان حبة 
لو كان البرد يصيب فيهم 
جمع كل ما يملك من عمر 
ووزع كل سنينه عليهم 
لو كات الدنيا تزعلهم 
كان اول واحد يراضيهم 
كان اول فاس مضروبة ف اراضيهم 
كان ناتج هذا المحصول ... مطلعش 
الارض اهي بارت ... متنبتش 
اتفاجئ ان ضلوعه خلاص بعدت عنه 
الدنيا اختارت تسرقهم 
الدنيا خدتهم منه 
مبقاش يقدر يحضنهم 
مبقاش موجود واحد منهم 
مبقاش فيه خلاص حد معاه 
يادي المعاناة 
ع العمر الضايع لعياله
يادي الدنيا 
اللي سابتله دموع جوا ف قلبه 
بقا اقرب بني ادم ليه 
هي مرايته 
فيه ست معاهم خارجة عشان 
ابنها محبوس رايحة تزوره 
اتاخد غلطة ف ليلة 
كان راجع يومها من الكلية
شاف لمة كبيرة 
بيحسب عاركة او يمكن حادثة 
اتاريهم كانو شباب خارجين ف مظاهرة 
كلم امه اليوم دا وقالها ي حبيبتي 
خلصت محاضرة وجايلك ف طريقي
وحشاني ي امي كتير والله 
وبحبك جدا فوق الوصف 
طمني ياما ف خوفك حبة ع غيابي 
فات كام ساعة 
جالهم اخبار ... ابنكوا ممسوك ف ميدان التحرير 
تهمته ارهابي 
اخر كرسي ف هذا العالم كان فاضي 
صاحبه مجاش 
قلقان جدا والوقت اتأخر 
سمع الكرسي ف هذا الوقت 
صوت الراديو بيذيع اخبار
تشكيل ارهابي 
تفجير شامل
مات افراد الكتيبة بالكامل 
من ضمنهم صاحبه 
سالت دموعه 
واتكسر قلبه 
وكأنه اول ليلة يحس الفراق 
تخيل !
احزان بتركب فوق كتاف البشر 
احزان بتمشي ع الطريق 
بني ادمين و الاصل بني احزان
تخيل !
انا السواق.


للشاعر:مصطفى رضا.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان