
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"منتصف الليل"
مذكرتي العزيزة اشتقت إليكِ كثيرًا أعلم أن الغياب طال تلك المرة لكني في النهاية عُدت مرة أخرى، ولدي أحاديث كثيرة أرويها لكِ، إنه السابع من نوڤمبر لعام ألفان واحد وعشرون يوم آخر يمر بروتينية مُهلكة، خرجتُ من غرفتي وذهبت لعملي مثل كل يوم، وأنا في طريقي قابلتهُ نعم، هو نفس الشخص الذي أخبرتك عنه سابقًا لكن تلك المرة مختلفة لا أخفي عليك فهو قد أعترف لي أنه معجب بي وأنا كذلك أبادله الشعور لكني أحاول التخلص من تلك المشاعر فكفاني ما لاقيتهُ من وراء قلبي وهو منذ شهر يحاول فهم سبب هروبي منه ولا يجد إجابة وأنا شخصيًا لا أجد إجابة عما يحدث لي، وها أنا في غرفتي صدقًا لا أعلم كيف صمدت طوال اليوم أرتميت على فراشي أحدق في الفراغ والسكون يحيط بالغرفة لا يقطعه سوى صوت دقات الساعة معلنة قدوم منتصف الليل وبدأ صراعي اليومي بت لا أعلم إذا كانت حياتي تسير في الإتجاه الصحيح أم لا وأصبحت أهرب من كل شيء حولي حتى عملي تروداني كثيرًا فكرة ترك كل شيء خلفي والذهاب لمكان بعيد لا أعرف فيه أحدًا أو أحدًا يعرفني لكن ليس لدي الشجاعة الكافية لفعل ذلك، تعلمين جيدًا ما عانيتهُ الفترة السابقة وحتى الآن لم أتعافى منه وكأن حُكم عَلَي أن أظل حبيسة تلك الذكريات المؤلمة وأن تظل تُهاجمني مهما حاولت التغافل عن وجودها حتى أصل لمرحلة أن عقلي يتشوش وقلبي يؤلمني وكأنني طُعنت بخنجر مسمم ورئتاي ترفض مرور الهواء بداخلي حتى أستطيع التنفس وأظل في تلك المتاهة حتى يأتي علي الصباح وأرتدي ثوب القوة الواهية من جديد لكن ماذا بعد ذلك إلى متى سأظل في هذة المتاهة؟ تعبت وسئمت من حالتي تلك وأريد الراحة لنفسي وقلبي لكن لا أعلم الطريقة حاولت كثيرًا التخلص من تلك الحالة وكل المحاولات بائت بالفشل ولا أريد الاستسلام مع أني في بداية الطريق إليه أعلم أن كلماتي غير مرتبة وفوضوية لكني أحاول أن أنقل لكِ ولو جزء صغير مما يدور بداخلي أتمنى حقًا أن آتي ذات يوم وأكتب لكِ أنني فعلتها وأستطعت بناء نفسي من جديد وأن يهزم النور ظلامي ويُنير حياتي من جديد لكن برائيك هل تعتقدين أنني قد أصل لتلك المرحلة أم مجرد وهم بداخلي أتعلق به؟ لا أعلم شيئًا لكن كل ما أعلمه أنه لا يوجد أحد يتحمل صراعي ولغبطتتي تلك سواكِ فشكرًا لكِ كثيرًا مذكرتي العزيزة.
لـِ هايدي هيثم.
التصنيف
نصوص