"ثم أما بعد"|"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.



 فلا بأس عليك ولا خوف ما دمت تنظُر للأمام تتفقدُ الطريق ، وتُشحِّذُ الهمّه ، وتخترقُ الضباب بعينِ بصيرتِك لترى ما وراءَه !..
ولا بأس ولا خوف عليك إذ تنظُر لأعَلى ، مستمدّاً للقوه ، مستعيناً بالمولى ، مُتبرِئاً من حولِك وقوتِك إلى حولِ الله وقُوَّتِه !..
ولا بأس ولا خوفَ عليك إذ تنظُر لأسفل مُتفَقِّداً ثباتَ قدمِك خوفاً من أن تزِلّ قدمٌ بعدَ ثُبُوتِها !..
البأسُ كُل البأس ،والخوفُ كُل الخوف من نظرِك للوراء متَفقداً أثرَ النزيف ووضوحِه ،مُطمئناً على كونه كافياً للدلاله على الطريق القويم ، مُتردداً فى العودِ مرّه أُخرى لإيضاح الأثر ! ..
يا صغيرِى !
كُل فكره ولِدتْ من رحِم متفانٍ تَصِل ، كلُ فكرهٍ اقتاتت دماء صاحِبها تصل ، وكُل فكره تغذّت على روح صاحبها وعقله تصل ، تصل عاجلاً أو آجِلا فلا تذهَب نفسُك عليهم حسراتْ ..
 الحدُّ الفاصل بين الفكره وصاحِبها ، كالغُشاء الرقيق الفاصل بين الأم والجنين ، ينقِلُ الأُكسجين بإحترافيه ، وهُو كالبرزَخ تماماً يفصِلُ دم الأم ودم الجنين عن بعضِهما ، ذاكَ أنّ دم الجنين يحمِلُ فصيله مختلفه عن الأم ولو إمتزجَ الدَمان لهلكَا ، أرايتْ ! ، كيفَ أنّ الجنينَ يحملُ فصيلهً مُختلفه عن الأم ، رغم أنُّه بضعٌ منها ، كذا الأفكار تحملُ فصيلهً كثيراً ما تختلِفُ عن فصيله دمِ صاحِبها ،ولله فى ذلك حكمه ! فتتنفَّسُ الأفكار وهى فى الطور الأول ثُم إذا ما خرجت للعالم ، ساهَمت فى حياهِ كثيرين يحتاجون لعمليه " نقل دم " ويحمِلون فصائل الدم الخاصّه بالأفكار ، وأيمُ الله لو انفقتَ ما فى الأرضِ جميعاً لتُنقذَهم وتهَبهم بعضاً من دمائِك ، ما أنقذتَهُم ..
فلا تذهبْ نفُسك عليهم فرقاً وخوفاً ، فبِقَدرِ ما يقتتاتُون من روحِك ودمِك ، بقدرِ ما يَصِلون ، ولو بعد حين ، ولو بعد حين .. !
فلا تلتَفِت وربُنا الرحمنُ المُستعان .. 


الكاتبه: إسراء اسامه

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان