
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
كنت غارقا بالنوم.
وفجأة، أيقظني هاتفي.
من يتصل بي في هذا الوقت؟
أنها الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
ماذا حدث؟
ما الشئ البالغ في أهميته لكي أفيق في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
كل هذه الاسئله التي درات برأسي في ما يقل عن دقيقة.
قومت مسرعا لكي أجيب حتي يطمن قلبي.
أنه أخي الصغير.
وعندما أجابت علي الاتصال
سمعت صوت بكاء شديدا!
لقد توفيت أمنا الآن.
لم أتذكر ما حدث لي في هذا الحين.
ولكن بعد لحظات من الصدمة تمالكت نفسي.
وأغلقت الاتصال وجلست أفكر.
كيف سأعيش بدونها؟
هل ماتت وهي راضيه عني وعن أفعالي؟
هل سامحتني علي كل ما فعلته وانا صغيرا أو كبيرا؟
كيف سأعود إلي أرض الوطن لأدفن جثمانها؟
هل سأستطيع أني ألقي عليها النظره الأخيره؟
عشرات الاسئله ومئات الأجوبه الافتراضيه التي كنت أطمئن نفسي بها.
حتي اتمالك نفسي وأفكر جيدا.
فيما يجب أنا أفعله؟
وبسرعة شديده أتصلت بشركه الطيران لأحجز تذاكرة الرجوع
فأذا بهم يجيبون لقد أتكمل عدد المسافرين في هذه الرحله، من الممكن أن نحجز لسيادتكم ف الرحله القادمه.
قومت وتؤضات وصليت ومكثت أدعو إلي الله أن يمنحني تلك النظره الأخيره وأن يسهل لي طريق العوده.
وبعد لحظات جائني اتصال من شركه الطيران لكي يبلغوني أنهم وجدو لي مكانا علي متن الطائره العائدة إلي بلدي.
وكأن الله أراد ألا يحرمني من تلك النظرة التي هتشفي نار الرحيل.
وبعد ساعات من السفر والمشقة
وصلت إلي مطار بلدي ووجدت في إنتظاري صديق طفولتي.
وعودت إلي المنزل وكانت المرة الأولي التي أصل إلي المنزل دون أن أجد أمي واقفة أمام المنزل لإنتظاري.
لحظات مؤلمة.
أود أن تمحي من زاكرتي ولا أتذكرها أبدا.
كان كل الحضور منهمكا في البكاء، يتوجع من الفراق، حزين علي الرحيل.
جاءت أختي الكبري وقالت أن أمي كنت تود أن ترآني في الآونة الأخيره وكأنها كانت تشعر بأنها سترحل عن قريب.
تمالكت نفسي وتقدمت إلي غرفتها وكأنها بعدت ألف ميل عن المألوف.
دموعي تنهمر.
جسدي يرتعش.
قلبي يتوجع.
وأخيرا جلست،
ورفعت الغطاء ونظرت النظرة الأخيرة.
نظرة الوداع......
بقلم: فاطمه الزهراء مسعد «زهرة»
التصنيف
نصوص