حديث أنثى


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"ليس كُلُ ما يُبهِرُ العينَ يَسكُنَ القلبُ و أنت لم تُبهِرَ عيني بل سَكَنْتَ قلبي عُنوَةً مُنْذُ حُضُوركَ في حياتي "
و هذا الأمرُ لم يكنْ بيِداي فقد سبق و صَدرَ الحُكْمُ الباتْ مُنذُ خَلِيقتَنَا فمِنْ وَسطِ مِليارٍ و سَبعَةَ عشر أنت وَحدكَ مَنْ سَكنْتَ قلبي.

أكتبُ إليكَ كلُ ليلةِ تفَاصِيلُ يومي ،أنْقُشُها سرًا في خَيالي أُرسِلُها إليكَ بِموجاتِ ذاكرتي، أستَحضِرُ خيالكَ لِأُحدِثَهُ عن مدى أشْتِيِاقِي إليكَ، أسالُهُ متى يَحنُ قَلبكَ إلي؟! متى سَيبَادِلُنِي ما أَكُنُه له؟! متى يَحِينُ مُوعِدُ لُقائنا؟!

أُجَاهِدُ نفسي يوميًا في الوصولِ إليكَ، حتى المساءُ شَعرَ بحنيني إليكَ، كلما أشتقتُ إليكَ نَظرتُ إلي صُورتُكَ فعاتَبتُها على تركي وحيدٌة دونكَ، على جَعل عيوني مُنطفِءٌ بَريِقُها من كثرةِ ما ذَرَفتْ من دموعِ، على كونُ روحي مُتَمرِدًة على جسدي راغبٌة في المجيِ إليك؛ متى سَتُبِصرُ عيناك هذا؟! لقد أفتُضِحَ أَمرِي أمامَ الجميع حتى أصبَحوا يعلَمُونَ سبَبَ شُحُوبُ وَجهي هكذا و كيفَ تَنَاقصَ وزنِي كثيرًا و كيف تَسُوء حَالتِي لِأُصبِحَ شخصًا يَزهدُالجميعَ و لا يُريِدُ إلاَكَ بِرفقتُهُ و أنتَ !!!! و أنتَ تَتَظَاهرُ بِكونِكَ لا تعلمُ شيئًا.
و أنا يَشَهدُ ربُ العرشِ على أنني أخافُ عليكَ من أن تَمسَكَ نَسمةَ هواء بسوء، أخافُ عليكَ من أنْ يُعاقِبُكَ الرَّحَمٰنُ على ما أقترفتْ، أَسمَعُ كلُ ما يَجُولُ بِخاطِركَ، أَسمَعُ ضَجِيجُ عَقِلِكَ، و خوفُكَ من الخوضِ في عِلاقاتٍ جديدة من كثرةَ ما مَاررتَ، أعلُمُ مَاضِيكَ جيدًا فقد حَفَظتَهُ عن ظهرِ قلب، و أعلَمُ أين قد كُسِرتَ و قد جِيئتُ إليكَ عَازِمَةٌ على جَبرُكَ .

تَبتَعِدُ عني شيئًا فَشيئًا و تَهربُ إلى أحضانِ الجميعِ حتى الغَريِبُ تذهَبُ إليه مع أنكَ تعلم أن دَوَائكَ برفقتي فلو أنْكَ فقط سلمتَ نفسكَ إلي لحَملتَها بدلًا من روحي حتى و إِن قُبِضَتْ روحي فِداءَ ذلك فقد رَضِيتُ؛ فَتُحاوِلُ جَبري على الرَحِيلِ و لكنني أعلمُ جيدًا بِمَدى حاجَتُكَ إلي لذلك لنْ أتْرُكُكَ حتى و إنْ شِيئتَ و سأظل عاقِدةُ العزمِ على حِمَايتكَ من شرِ نفِسِكَ حتى أخِرُ أنفاسِي، و سأظلُ واضِعَةٌ أمَلي في الرَّحَمٰن بِأنْ يَأتي يومًا و لا يَسكُنُ قَلبَكَ أحدًا سِواي .

رغدة رضا الأرنؤطي
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

12 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان