جاءني محمديًّا

السلام من الله عليكَ، والرحمة إليكَ يا رفيق دربي.

أما قَبل:

فإني أقرأك السلام، وأقول لكَ أنني انتظرتك كثيرًا، أنني ناجيت الله بكَ طويلًا، وبكيتُ بسبب تأخركَ عليَّ ليالي طويله، فقد كُنت أتمناكَ من الله دائمًا وأبدًا، كُنت أتمناكَ وألح في دعائي أن تكون مُحمديًا، أن تأخذني لديني وروحي، وليس لجمالي وجسدي، أن تغار عليَّ فتأمرني بالتستر والنقاب، أن تنفرني لتقصيري مع الله، أن تُشجعني للإلتزام بضوابط الإسلام ونواهيه، أن تنافسني في حفظ القرآن وحمله داخل صدري، أن تقول لي هيا نبني منزلنا في الجنه سويًا، أن تأم بي في صلاتي وتقرأ لي القرآن بصوتك، أن يكون هدفك هو الجنه بصحبتي، وإن وجدتني في يومٍ ما قصرت إتجاه صلاتي وربي، فتعاتبني عتابًا لطيفًا وتردني للطريق الصحيح مرةً آخرىٰ، أن تُذكرني دائمًا بالجنه وأنها يجب أن تكون دارنا في الأخرة، وأن الحياة الدنيا فانيه، كنت أناجي الله بكَ دائمًا وأبدًا، أناجي الله أن تكون أبًا ورفيقًا وحبيبًا وزوجًا غيورًا وسندًا في جميع أوقاتكَ، وأنا بالتالي سأكون لكَ أمًا وأختًا وابنه ورفيقة وحبيبة وزوجةً صالحه، كُنت أتمناكَ يوم خطبتنا أن تطلب أنتَ من والدتكَ أن تُلبسني هيَ المَحبس لأنه لا يجوز لكَ لمسي، ويوم عقد قراننا أن تجعله يومًا لا يُنسىٰ وأن يكون مُكافأةٌ لي لأني حافظت علىٰ مشاعري لكَ لهذا اليوم، وفي زفافنا أن تُصر علىٰ أن يكون إسلاميًا، وأن تطلب مني الذهاب لعمل عمرةٍ بَعد زفافنا، طلبتكَ من الله حنونًا وقت ضعفي، قاسيًا وقت تقصيري مع الله، أن تكون مُتفهمًا أنني تركت أهلي ومنزلي وأتيت لأسكن قلبكَ وليس منزلكَ فقط، فعليك حمايتي والمحافظةِ عليَّ، أن تكون متفهمًا أنني لستُ وصية رسول الله فقط وأنني وصية الله لكَ، وأنني خُلقت من ضلعكَ ويجب عليكَ حمايتي، طلبتكَ من الله أن تكون مُحمديًا.

وأما بَعد:

طلبتكَ من الله كثيرًا، أقمتُ الليل لكي يجمعني الله بكَ، ناجيت الله في جوف الليل لأجلك، والآن وبعد طول انتظار قد جعلكَ ربي حقًا، قد أخرجكَ لعالمي، وجعلني الله زوجتك في الحلال وعلىٰ سنة نبينا، وجعلكَ زوجي وقُرة عيني في حلالهِ، بعد طول انتظار وكثرة دُعاء قد رزقني الله بمُحمديًا.

لـِ سـارة ناجـي.