تبر إنسان

أرأيتم لو أني بشرًا؟ أرأيتم لو أني حجرًا؟ أرأيتم أني إنسانًا يعقل حيوانًا بلسانٍ ناطق، إنسان بقلبٍ نابض أهوى البحر بما يحوي، وأهيمُ بحب الورد، أكِنُ العشقَ لنفسي مغرمٌ بأحرف اسمي مزيجٌ رائع بين مُسالم، ومُجاهد أدافع عن الحقِ حتى يعلو مُهاجم للباطلِ حتى يدنو مقاتلٌ برتبةِ إنسان يحملُ بجوفه لسانٌ ناطق يُدعى القلبُ الولهان من حريق تلكَ الأيام، قتل أمي، وموتُ أبي تشريد أخواني بين الدولِ اسمي الحقيقي جبان خائف من هول الطلقاتِ مقيم في المسجد للصلاة على الأمواتِ صائم عن البسمةِ، مفارق للفرحةِ، هاجرٌ لمعالم الحياة ميتٌ بجسدِ حي محتجزٌ في سرداب مدون عليه ممنوع من هنا الاقتراب، أرسم كل يوم فوق جدرانه، ما ذنبي أني خُلقت إنسانًا؟ أين حقي في كوني أملكُ شعور، وإحساس أين جُرمي أن أصلي ستة فروض أهمها صلاة الجنازةِ على إحدى الشهداء ما ذنبي أن صباح الخير في بلدتنا أم تصرخ لابن مفارق، وعزاء عند خالتي لفراق زوجها المُقاتل، ومساء الخير أبناء في دفتر الأيتام ذُكروا، شرابنا دم الشهداء وشبابنا يذبح كالطير للعشاء، ماذا لو كنتُ حجرًا؟ أظن أني مصيري سيكون الفناء النحتُ حتى الفتات، ياليتني لم أكن إنسانًا يعيش ميت في عالم الأحياء.

رِيم فِليفل