الانكسار الصامت


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


ولئِن سألتني كيف يصير المرءُ مسخًا مُصغّرًا بين جنبيه لأطلتُ وأفردتُ في ذاكَ الجواب! 
دعنِي أخبّرك قَبْلُ عن كيفَ أنّ الكلمة سهمٌ إما ترياقٌ للألم وإمّا سُمّ للفرح.. 
وأصغ السمع أيضًا كيفَ أنّ الحُزنَ قادرٌ على أنْ يُحنِي ظهرك ويُشعُل رأسك شيبًا وأنتَ في ريعان شبابك.. 
سمعتُ كثيرًا عن الأساطير الخرافية من الندّاهة ومصّاصي الدماء وآكلي لحوم البشر.. 
ولكن ربما نسوا أنّ هناكَ مصاصوا أرواح، وآكلوا لحوم إخوانهم بغيبتهم، وندّاهوا خير باطنه شرّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
يا رفيق، كَم الأمر مؤلم! يا رفيق، قلبي يحترق في لظى جراحه، يا رفيق، شوّهوا أرواحنا ومضوا في سبيلهم غير ءابهين لما خلّفوا من حطام! 
يا رفيق لعنة الله على هذا السوء! 
ألا صدق الحبيب حين قال "الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا عالمًا أو متعلم أو ذكر الله وما ولاه!" 
الأمر شاقّ ثقيل، أكتافُك تراخت وعظمك وهن وأنت من أنتَ في ظِل شبابك ما زلتَ!
ولقد شهدتُ كيف يشيخُ المرء وهو شاب، وكيف يموتُ وهو حيّ، وكيف يبتسم وهو يتهاوىٰ ولا نهاية تتلقّفه!
وكان الأمرُ حقًا كما يقول القائل: لقد كنتُ ساذجًا ساذجًا ساذجًا!
بلىٰ طفولتي لَم تتحمل قسوة العالم، وخيالي لم يتحمّل واقعيته!
لقد مِتُّ ألف مرّة وأنا على قيدِ الحياة، وتعثرتُ ألفَ عثرةٍ وأنا أدّعي الثبات، وما زلتُ أبتسم وبداخلي ألفُ خيبة!

منة الله زاهر
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

2 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان