مراسيل لفلسطين


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


رسالة إلىٰ بعض الأشخاص المُرادين، قد تكون عادية ولا يهتم بها البعض، وقد لا يقرأها المنشودين لأنهم في حربٍ الآن، وقد تتوقف عند أحدهم، كل ما أريد قوله أن هذه الرسالة من ثنايا قلبي وارتجاف أضلُعي من خوف أن يتم اضطهادي ولا أستطيع فعل شيء، وكانت كلمات قلمي كالآتي: 
فلسطين: قد يراكِ البعض مكانًا للحروب والدمار؛ لكنني آراكِ زهرة في وسط بستان رائع الجمال لكن الجميع وقع بعشق هذه الزهرة التي ألوانها زاهية وازدهرت خضمًا حتىٰ أصبحت عظيمة ومطمع الجميع، والجميع يذهبون لزيارتك يوميًا وينظرون لكِ بإعجاب ثم يرجعون إلىٰ منازلهم ويتحدثوا بإثارة ماذا رأو فيكِ أنتِ، وجاء اليوم الذي نسى فيه المُزارع أن يروي هذه الزهرة؛ لانشغاله فذبلت قليلًا وعندما يتذكر سيأتي إليكِ مُهرولًا مُعتذرًا جالبًا ما يرويكي ليجعلكِ مُزدهرة مرة أخرى، فصبرًا لعل نصرك يأتي عاجلًا وليس آجلًا. 

آراكِ كعجوزًا وقعت منه عصاه ولا يستطيع الإنحناء لأخذها وينتظر المُساعدة من أقاربه ومن البشر، وأنتِ يا فلسطين تنتظرين البلدان لتساعدك في تحريرك؛ لكنهم خذلوكِ مثلما خُذِلَ العجوز من أن يمُد لهُ أقاربه يد المساعدة؛ لكن سينصركِ الغريب قبل القريب إن اضطر الأمر، ستأتيكِ يا فلسطين الرجال الصناديد لتحريرك، وسيذل الله من استعمركِ واستعبدكِ علىٰ طُغيانهم هذا، سيذلهم كما أذلهم في الأرض أربعين سنة يتيهون فيها، سيذلهم لإحياء عهد الفراعنة مرة أخرى بعدما كانوا يفرون منه ويطلبون من ينصرهم وآتىٰ لهم موسى عليه السلام، فوالله لا أعلم ما هو شعور الأنبياء والرسل عندما يعلمون ماذا فعلوا بكِ أيتُها البلد الكريمة، لا أعتقد أن سيدنا مُحمد سيشفع لهُم، وسيشفىٰ غليلك؛ فإن الله جابرٌ للقلوبِ وشديد العقاب.
 لا يمكنني وصف الآلم المُريع الذي حل بكم عندما أفل القمر وانبلجت شمسٌ أخرىٰ علىٰ فلسطين، شمس مؤلمة علىٰ الجميع وبخاصةٍ حي الشيخ جراح، هل يمكنني وصفها مثل اِنهمار دموع الأبرياء كالودق؟ أو الشمس التي ترسل شرارات من قيظها فهي أيضًا لا تحبذ ما فعلوه بل تمقته، أو لمَّا توارت الشمس وامتلأت السماء بالأرماء وعزمت علىٰ خوض معركة هي الأخرى والسقوط بوابلٍ من الهتان، وسينمو هذا الشجر الذي قطعتموه وستنفذ النبوءة وتقول شجرة الزيتون للمسلم ورائي يهودي فاقتله، زادت مواجد فلسطين وزاد الحيف فيها ووقع هذا العلم المنيف، ويا صبر أهل البلاد على كل الجور، يضربون على ترائبهم وينادون على أحد ليساعدهم وينقذهم من كل هذا العذاب ألا وهو الله؛ فهو الحصيف بهم والمنيع لهؤلاء اليهود، فلقد نالت فلسطين من الظلم النيف، يتمنون أن يأتي الصناديد وينجدوها وهذا الذي وعد الله سرًا وهمسًا في تحريرها، وأقصد بهذه الصناديد الجنود المتينة التي سيخلد اسمها في التاريخ:- مثل صلاح الدين الأيوبي وينقذهم من هذه التي تدّعي أنها احتلتهم. 
كل ما أخاف منه هو أن يكون المقصود بأن يذلهم مرتين أن تكون المرة الأولى لصلاح الدين والمرة الثانية لهيتلر؛ لكن ما يُطمئنُني أن تحريرُها من علامات الساعة الكبرى التي يخاف منها الجميع، وستفوزي يا فلسطين وسيأتي هذا اليوم الذي سيقف فيه كل عربي وأجنبي يقدم فيها التحية لكُم ومنهم أنا، وبكل فخر أقول وسأقول سيتم نصرك يا فلسطين وستصبحين كالنسر في علم مصر، وستقضين على أعدائك وتحلقين في الهواء، وستساعدك الدول وستخلدين إلىٰ الفراش، وسيأتيكِ الوسنِ وأنتِ آمنة مطمئنة مرة أخرى، ويا قلب الزهرة يا قدس، يا مملكة في عرش قلبي.


ستعودي حرة يا فلسطين.
"رقية السيد "
" ملاك الروح "
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

10 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان