لا تقترب

لا تقترب

توقف العالم بأكمله حينمَا نظرت إلىٰ فنجان قهوتها وهي تتنهد وتقول:

- ليست الأحزَان هي الأشد ألمًا بل الوحدة هي أشدهم ألمًا.

ليترك قهوته ويقترب من يديهَا ويحتضنهَا بكفيه ويقول بصوتًا حنون:

= ربمَا لن تُصيبكِ الوحدة وأنا مَازلتُ علىٰ قيد الحيَاة.

تطلق ضحكة بصوتًا عاليًا ثم تترك من بين يديها القهوة وتقول وهي تسحب يديها الأخرىٰ من بين كفيه التي أحتضنت يديها:

- بلىٰ ستذهب يا أثر كما سأذهب أنا يومًا ما.

ينظر لها ويطيل الصمت، لتردف:

- لن يصيبنا الهلع من فرط الحب يومًا فنحن لسنا بـ أبطالًا في إحدى الكتب التي تراها أعيننا.

يبتسم ساخرًا ثم يحاول الإجابة على ماقالته إلا أنها تقاطع حديثة الذي لم يكتمل وتقول:

- لا تحاول، فأنا محطمة داخليًا إلى مئات الأشلاء الصغيرة التي لا يمكنك جمعها ببعض الكلمات التي ستتطاير بالهواء.

تستمر حيرته ويقول:

= لا أعلم سر حُبك في تعقيد الأمور، ولكنني هنا بجانبك حتى وإن لم ترغبي بوجودي.

- أخبرتك بأن لا تحاول، ولكن يبدو بأنك تجاهد لكي يكسر قلبك.

= هل العشق مجازفة لقلوبنا؟

- ربما تكون هي عين الخطر لقلبك المسكين.

= وماذا عن قلبك؟

- لا تهتم.

همت بالنهوض وهي تسرع بخطواتها مبتعدة، ليمسك بيديها ويقول:

= ألم تجدي جوابًا مناسبًا ليجعلني أصمت؟

- بداخلي الكثير من الأجوبة التي لا يستطيع قلبك تحمل سماعها.

= ما الذي تريدين قوله؟

- لقد أخبرتكَ مسبقًا بأن لا تحاول والآن أطلب منكَ الرحيل قبل أن ينكسر قلبكَ بواسطتي.

             "النهاية"

*لِـ ڤيـريـنا عـونـي بـدري|•الأوركيـد•|•.