خيانتك قوتني


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


*خيانتك قوتني*
_يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه ده.
=بقولك إيه أنا مش عايزة كلام في الموضوع ده.
_يا ريم والله هتندمي على كل ده. 
_روان بعد إذنك أنا عارفة بعمل إيه كويس.
_براحتك. 
وقامت وسابتني. 
وأنا طلعت محاضرتي وروحت.
#..#..#..#..#..#..#..#..#..#
انا ريم 20 سنة كلية طب أسنان، متفوقة جدا في دراستي، عندي موهبة رسم وخدت جوايز كتير فيها، بيتي شبه مستقر، بعد وفة أبويا الحمل زاد على أمي بسبب مصاريفي أنا وأخواتي لكن ميأستش وعلمتنا أحسن تعليم بس في الآخر تعبت عشان كده اشتغلت عشان أخفف عن أمي شوية، اتقدملي عريس واتخطبتله وحبيته جدا. 
#..#..#..#..#..#..#..#..#..#
فوقت من شرودي على صوت أمي.
_أمير برا وعايزك. 
=يووه بقى هو عايز إيه تاني؟ 
_اسمعيه لآخر مرة. 
=أما أشوف آخرتها. 
ودخل أمير. 
_مش عايزة تشوفيني؟ 
=آه مش طايقة أشوف وشك حتى. 
_أنتي فاهمة غلط. 
=فاهمة إيه غلط؟ أنا فاهمة كل حاجة صح. 
_لا مش فاهمة أي حاجة.
=أنا مش غبية يا أمير افتكر كلامنا سوا كان إيه؟ وأنت عملت فيا إيه؟
_طب أنا آسف.
=آسف! على إيه ولا إيه، بعد إذنك اطلع برا ومش عايزة أشوف وشك تاني سبني في حالي بقى.
_طب بتعيطي ليه دلوقتي؟
=عشان أنت كسرتني امشي يا أمير.
ومشى أمير وأنا منهارة من العياط وبفتكر اللي حصل...
Flash Back
_إيه يا ست البنات إيه بقى الموضوع المهم ده؟
=بصراحة أنا مش عايزة نكمل إلا لما أقولك على كل حاجة.
_هتقلقيني ليه؟ في إيه؟
=أنا اتخطبتلك غصب عني وحاولت أحبك بس معرفتش.
_ليه كان في حد في حياتك قبلي؟
=لا بس أنا خايفة أحبك.
_خايفة!
=آه خايفة أتعلق بيك وتسيبني، خايفة أحبك وتخوني، خايفة أثق فيك وتخذلني، خايفة من كل حاجة.
_طب بصي أنتي عارفه أني بحبك صح؟
=آه.
_أنا بقى مش هعمل كل اللي قولتي عليه ده وأنا هخليكي تحبيني بس بطريقتي أنا. 
=إزاي؟
_دي بتاعتي أنا بقى، ها موافقة؟ 
=موافقة بس بشرط. 
_قولي. 
=توعدني دلوقتي أنك عمرك ماهتجرحني في يوم ولا هتخليني أندم أني وثقت فيك. 
_أوعدك.
وفعلًا خلاني أحبه بأسلوبه واهتمامه وحبه اللي شيفاه جوا عينه، كل حاجة فيه كانت بتقول أنه بيحبني، وبقيت أحبه أكتر من نفسي، بس اللي مكنتش عاملة حسابه أنه يخذلني وأعرف أنه بيكلم بنات كتير عليا. 
Back
#..#..#..#..#..#..#..#..#..#
فوقت من تفكيري ونزلت وأنا عيوني مليانة دموع وروحت على المكان اللي برتاح فيه روحت لقبر أبويا...
_شوفت يا بابا اللي بيحصلي، ليه سيبتني ومشيت؟ أنت كنت ضهري وسندي، اتكسرت من بعدك أوي، مابقاش ليا ضهر أتحامى فيه من الدنيا، حتى اللي حبيته طلع بيخوني، أنا عملت إيه لكل ده؟ أنا عارفة أنك سامعني وحاسس بيا، نفسي آجي عندك وأرتاح، نفسي أحضنك لو ثانية واحدة بس أحس بالأمان وأحس أنك جمبي، أنا مش عارفة أعمل إيه؟ أسامحه ولا أسيبه، خايفة أسامحه يخوني تاني، ومش هقدر أسيبه أنا حبيته أوي يا بابا، ده أنا ماكنتش بضحك غير معاه، معنى الفرحة والسعادة ماكنتش بحسها إلا معاه، عارف أنا قولتله أني خايفة أحبه! بس هو فضل يطمني ويقولي مش هسيبك ومش هخونك لحد ما اطمنت ووثقت فيه، أنا تعبت يا بابا أوي في الدنيا دي، بنتك اتكسرت وملهاش ضهر يحميها من بعدك، أنا عارفة أنك هتساعدني وتقف جمبي.
قمت بعد ماحسيت أني ارتحت شوية وروحت البيت ونمت من كتر التعب.
#..#..#..#..#..#..#..#..#..#
_بت قومي. 
=في إيه يا روان؟
_بصي الساعة كام يا حلوة.
=يالهوي الامتحان!
قومت ولبست بسرعة ونزلنا.
_ينفع تنسي معاد زي ده؟ ده أنا قولت هلاقيكي جاهزة قبلي.
=والله يا بنتي كنت تعبانة جدا.
_طب قوليلي عملتي إيه معاه؟
=بعدين هقولك نخلص الامتحان بس وأحكيلك.
وصلنا وخلصنا الامتحان. 
_ها؟ 
=طب استني ناكل حتى. 
_لا قوليلي. 
=طيب بصي..... 
وحكتلها كل اللي حصل. 
_شكله عرف غلطته وعايزك تسامحيه. 
=اللي خان مرة يخون التانية يا روان. 
_يا بنتي ده عمال يصالح فيكي إديله فرصة تانية. 
=هو قلبي لعبة أديه تاني لواحد مايستاهلش. 
_بس أنا شايفاه بيحبك. 
=وأنا مش عايزة حبه ده. 
_طب لابسة دبلته ليه؟ 
=ها! نسيت أديهاله امبارح. 
_نسيتي ولا مش قادرة تعملي كده؟ 
=خلاص يا روان بقى كفاية. 
وقومت ولسه همشي لقيته في وشي.
_عملتي إيه في امتحانك؟ 
=ملكش دعوة وانهي كل حاجة بيني وبينك وخد دبلتك أهي. 
_مش هسيبك. 
=وأنا بكرهك ومش عايزة أكمل معاك. 
_كدابة وبتحبيني عينك بتقول كده. 
سيبته ومشيت من غير ما أتكلم ما أنا مش عارفة أقول إيه، ما أنا فعلًا بحبه رغم كل ده. 
جيه الليل ولقيت فوني بيرن 
_ألو؟ 
=انزلي. 
_بتتصل من رقم غريب ليه؟ ولا عشان عارف أني مش هرد عليك. 
=آه انزلي يلا. 
_أنزل فين؟ أنت ماعندكش دم كل حاجة بينا انتهت. 
=بالنسبالك أنتي، انزلي يا ريم لازم نتكلم. 
قفلت معاه وفعلا لبست ونزلتله. 
_عايزة تروحي فين؟ 
=أي زفت. 
روحنا مكان جميل جدا وهادي. 
-تاكلي إيه؟ 
=مش عايزة حاجة، خلينا نتكلم ونشوف عايز تقول إيه عشان أمشي. 
_ماشي خلينا متفقين أني مش هسيبك تمام. 
=مش بمزاجك هو. 
_لا بمزاجك أنتي..........
وفضلنا نتكلم كتير 
_ها؟
=يعني مش هتكسرني تاني؟ 
_ماقدرش. 
=سمعت الكلام ده منك قبل كده. 
_انسي اللي فات احنا في النهاردة. 
=آخر فرصة ليك. 
_وأنا موافق.
رووحت البيت وأنا مبسوطة بس في نفس الوقت حاجة كانت بتمنعني أني أسامحه بس ماقدرتش عشان حبيته أوي ومش قادرة أسيبه. 
#..#..#..#..#..#..#..#..#..#
وفعلا عدى شهر وهو مهتم بيا جدا وحددنا معاد الفرح وجبنا كل حاجة وقبل الفرح بيوم...
_أخيرا هتبقي ليا.
=آه خلاص بس أنت عارف لو زعلتني هعمل فيك إيه؟
_هو أنا أقدر برده، ده أنا محضرلك مفاجأة بكرة هتعجبك أوي.
=بجد! طب قولي إيه هي؟
_لو قولتلك مش هتبقى مفاجأة بس متأكد أنها هتعجبك. 
=امتى يجي بكرة عشان أعرفها. 
_متستعجليش. 
=ماشي أديني مستنية. 
وقفلنا ونمت. 
تاني يوم برن على روان بس غريبة أن فونها مقفول المفروض تبقى جمبي في يوم زي ده، فضلت قلقانة عليها روحتلها البيت بس غريبة برده ماحدش كان في البيت، نزلت من عندها وأنا دماغي فيها ألف حاجة، روحت الكوافير وجهزت ومستنية أمير بس هو اتأخر. 
_ماما رنيتي على أمير؟ 
=آه بس ماحدش بيرد. 
_تفتكري حصله حاجة؟ 
=بعد الشر يا بنتي.
احنا نروح القاعة وهو يجي على هناك. 
_لا مش هروح من غيره. 
وفضلت أرن عليه وبرده محدش رد. 
بعد ساعة من القلق وصلي رسالة:
« تعيشي وتاخدي غيرها يا حلوة، أنتي فاكرة أني هتجوزك بجد ولا حتى أفكر أحبك؟ لا طبعا وأنتي عملتيلي إيه عشان أحبك؟ كل دي كانت خطة عشان أدمرك وعلى فكرة دخولي في حياتك برده خطة، آه صح عشان دماغك ماتفضلش تفكر على صحبتك عشرة عمرك أحب أقولك هي اللي مخططة لكل ده وأول ماتشوفي الرسالة دي هكون أنا وهي في الكوشة سوا وهنسافر ونعيش برا وأبقي شوفي مين هيحبك سلام يا حلوة»
أنا شوفت الرسالة دي وماحستش بنفسي إلا وأنا في المستشفى ومحطوطة على أجهزة. 
_أنا عايزة أمشي من هنا. 
=تمشي فين يا بنتي أنتي تعبانة. 
_ماما عشان خاطري. 
=مش هينفع تمشي من هنا. 
_أنتي مش سمعاني بقولك عايزة أمشي؟ عايزة أروح لبابا عايزة أبقى عنده هعيش ليه بعد اللي حصل فيا يا ربي؟ أنا عملت إيع عشان يحصل فيا كل ده؟ أنا ماستاهلش كده الإنسان اللي حبيته وبقى كل حياتي وصاحبة عمري دي كانت أكتر من أختي، يعملوا فيا أنا كده؟
وفضلت أعيط وجالي انهيار والدكتور إداني مهدئ. 
عدى شهر وخرجت من المستشفى عندي حالة صدمة حتى الجامعة مابقتش أروح، بقيت عاملة زي الجسم من غير روح وقررت أنزل لأول مرة من ساعة اللي حصل قررت أروح لبابا المكان اللي برتاح فيه، قعدت على الأرض بتنهيدة...
_بابا أظن كفاية كده عليا أوي، عشان فعلا جبت أخري، مش ناوي تخليني جمبك، أنا مش جاية أعيط لأني مش قادرة، ومش هيفيد بحاجة، بس أنا بقيت زعلانة على نفسي أهملت دراستي أوي، الكلية اللي كنت بحلم بيها مابقتش مهتمة بيها، فقدت الشغف في كل حاجة، أنا جيالك عشان تساعدني، وتطمني، وعارفة أنك مش هتسيب بنتك كده.
قومت وأنا قلبي وجعني وروحت البيت نمت على سريري وأنا عيوني مليانة دموع...
_ريم.
=بابا أنا مش مصدقة، أنت قدامي؟
جريت عليه وحضنته وأنا منهارة فعلا حسيت بالأمان لأول مرة من بعد وفاته.
_اهدي يا بنتي.
=أنا تعبانة أوي ومحتجاك جمبي.
_وأنا جاي عشان أطمنك، ماتخافيش انا هفضل جمبك وهحميكي من كل حاجة.
=مابقتش عايزة غير أني أبقى في حضنك.
_أنا جمبك في كل لحظة محتجاني فيها.
=بس أنا مش عايزة أبقى هنا خدني معاك ماتسيبنيش.
_لازم تعيشي حياتك يا بنتي أنتي لسه في عز شبابك، لازم توعديني أنك هتخرجي من اكتئابك ده وتعيشي حياتك عشان أبقى أنا مرتاح.
=أوعدك.
وخضنته، فوقت من نومي أنا عارفة أنه حلم بس حسيت براحة، بقى عندي طاقة لكل حاجة، تاني يوم الصبح نزلت الجامعة وقدمت في أكبر معرض رسم.
عدى سنتين اتخرجت من كلية أحلامي، وفتحت أكبر مرسم في البلد، وكالعادة روحت لمصدر قوتي بابا. 
_بابا أنا بجد النهاردة فرحانة أوي، بالرغم أنك مش معايا بس حاسة أنك حواليا في كل مكان، أنا جاية النهاردة عشان أخليك فخور ببنتك، أنا جاية أقولك أن النهاردة أهم يوم في حياتي، هستلم جايزة أفضل رسمة على مستوى العالم، وماكنش ينفع أروح من غير ما أجيلك، أقف جمبي النهاردة.
قومت وفي طريقي لاستلام الجايزة، فاتحة الفيس وشوفت خبر خلاني مرتاحة جدا...
«تم القبض على رجل الأعمال أمير الحديدي صاحب فروع شركة الحديدي وحرمه روان الجندي بتهمة تجارة الأعضاء»
شوفت الخبر وعرفت فعلا أن ربنا مبيسبش حق حد...
«الراجل مش نهاية العالم ولا حتى الخيانة، المهم أنك تقومي أحسن وأقوى من الأول، اعملي لنفسك اسم الناس تحكي عنه، خلي كل واحد باعك يندم على فراقك والأهم من كل ده أوعي تثقي في حد»
*_نوال عادل_*
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان