
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"فرصة تانية"
وسط ضوضاء المكان وزحامهُ، تجلس في حالة من التوتر والقلق وكأنها سترتكب جريمة يُعاقب عليها قانون القلب قبل قانون الحياة
لــ تتسابق مع دقات الساعة.. تحرك قدماها بقوة
حتى فاض كيلُها وقامت متاهبة للذهاب..
:_أنـا غلطانة عشان جيت..
وإن همت واقفة حتى شعرت بمن يجذبها من كفها ويعترض طريقها
_:على فين
:_لما تبقى تحترم مواعيدك.. أبقى أستناك.. مفهوم
_:قعدي طيب.. ثم تركها جالسًا على مقعده، تاركًا إياها واقفة لا حول لها ولا قوة، ثم نظر إليها..
_:هتقعدي واقفة.. مش قولت قعدي
جلست رُغمًا عنها، فقط حتى تستريح من صداع حديثهُ المُر
_:خير.. حضرتك مش هتسبني في حالي ليه.. حكايتنا خلصت خلاص ومافيهاش رجعة
_:خلصتِ..
_:إيه كمية البرود دي.. أنتَ قاعد بدمر في حياة واحدة لسه بترتب فيها
:_أنتِ اللي وصلتِ نفسك لكدَ.. كان ممكن كل دا ميحصلش بس نعمل إيه في عند رأسك..
فقدت الأمل في النقاش معه، فإنسان مثلهُ لا يعرف سوى الطرق الخبيثة والدنيئة للوصول لغايته...
ثم اخذت أنفاسها تتصاعد وتتوتر بزيادة حتى فرض بها الكيل..
_:عايز إيه يا وائل..
_:عليكِ نور.. دلوقتي الواد اللي متقدملك دا أنـا مش نبهتك أنك متوافقيش بردوا واقفتي.. ولا وأيه خطوبة.. وكلها يومين وكتب الكتاب.. ليه يا ورد.. ليه
ورد:إيه البجاحة دي وقلة الادب دي.. أنتَ مالك.. هاا مالك.. اتنين اتعرفوا واتخطبوا و مافيش نصيب.. خلاص بقى يا أخي سيبني أشوف طريقي.. وشوف نصيبك.. انت مش حاولت نرجع وانا رفضت بسبب تصرفاتك الهبلة والساذجة دي.. يا بن الحلال أرجوك ولو لسسه عندي ليك خاطر سيبني أشوف طريقي وحياتي.. انا مش عيزاك.. افهم بقي
وائل:بس انا بحبك وعايزك تاني..وأوعدك هتغير وهبقى أحسن.. بس تعالي نرجع لبعض
ورد بانفعال:يا اخي حرام عليك.. قولت خلاص بقى.. انا خلاص لقيت نصيبي ومش عايزة حد تاني..
وائل بحزم:دا اخر كلام عندك
ورد:ومعنديش غيرو
وائل:طيب على راحتك.. بس متلوميش غير نفسك بعد كدا.. سلام يا.. يا وردتي
وهمّا مغادرًا بعد أن ألقى جُمر كلماته.. وقعت كالصاعقة على مسمعها.. حتى شعرت بدوار وضعت رأسها بين يديها مُتكئة على المنضدة أمامها.. محاولةً جمع افكارها المبعثرة.. حتى قامت مغادرة إلى حيث مقصدها
بعد مرور يومين...
في غرفه ورد تستعد لعقد زواجها على خطيبها الجديد.. تلك البداية الجديدة التي اخذتها بعد مدة مرت بحوالي ستة أشهر..
سلمى: ورد.. ورد يالا يا بنتي بقيت ستة على ما نخلص
ورد وهي تخرج من باب حمامها بعد أن اخذت حمامها حتى تستعد لهذا اليوم الموعود
_: نعم.. خلاص أهو يالا
سلمى:مالك.. ؟
_:إيه في إيه
:_حساكِ مش فرحانة
_:إزاي يعني.. مش فرحي.. مش هفرح انهاردة إزاي
_:تعالي نتكلم كلمتين..
:_خير
:_أنتِ متأكدة أنك نسيتِ الموضوع القديم وجاهزة.. عشان متظلميش عمرو
:_أخذته نفس كأنها سحبت اكسجين الغرفة بأكملها..
عارفة كان صعب أنسى وعدي بس عمرو خلاني أنسى باحترامه، وادبه، وروحه الحلوة، وشخصيته، وصراحته،. وو
_:خلاص يا يختي.. راعي شعور السناجل
:_حاضر.. ربنا يرزقك.. يالا بقى عشان نجهز قبل المعاد المأذون هيجي بعد العشا
'_ماشي يا ستي
قامت سلمى بتجهيز العروس في وسط جو من المرح والضحك والفرح بعد طيلة انتظار
بعد مرور أكثر من ساعتين
في الخارج..
أبو ورد:اهلا اهلا،أزيك يا أستاذ عثمان.. اهلا يا مدام
عثمان بابتسامة:اهلا بيك يا حج محمود
محمود 'اتفضلوا.. اتفضلوا
سناء "أم ورد": اهلا يا مدام صفاء نورتوا
صفاء:بنورك يا سناء.. الف مبروك ربنا يسعدهم يارب
محمود:اومال فين العريس
صفاء: جاي أهو مش هيتاخر
واخذوا يتسامروا في وسط من البهجة والفرحة.. حتى آتى العريس مع المأذون ليتم عقد الزواج على محبوبته الجميلة ذات العيون السود والبشرة الخمرية والطول اليافع والابتسامة الصافية البسيطة
في غرفة ورد.. تدخل أمها عليها..
سناء وهي تدخل الغرفة:يا بنات يالا العريس وصل والما
وما إن وقع نظرها على تلك الحسناء الجميلة متزينة بفستانها الفضي الامع وحجاب بنفس اللون مع وضع بعض المساحيق التجميلية البسيطة، حتى سقطت دموعها دون سابق إنذار
سناء بدموع: بسم الله ما شاء الله.. إيه القمر والله وكبرتي يا نور عيني وكتب كتابك انهاردة وبيومين تروحي بيت جوزك
سلمى:يوووو بقى يا طنط المكياج هيبوظ.. بلاش دموع انهاردة فرح
سناء وهي تسمع دموعها:عندك حق انهاردة فرح ولا اي فرح..
ورد:خلاص بقى يا ماما الواحد متوتر لوحده
سناء:لا خلاص متتوريش.. خليكِ جاهزة اول ما انده عليكِ يا سلمى تجيبها وتيجي.. ماشي
وهمت مغادرة إلي مكان عقد الزواج في غرفة الضيوف
محمود:يالا يا شيخنا اتفضل اكتب الكتاب
بدأ المأذون في كتب الكتاب حسب الشعائر الاسلامية.. حتى أستوقف عند جزء طلب موافقة العروس
المأذون:فين العروسة عشان نسالها
محمود:حالا يا مولانا.. ثم وجه بصره تجاه سناء حتى تحضر ورد، اتجهت سناء صوب الغرفة وعادت مصطحبة معها ورد في ابهى طلاتها
المأذون:موافقة يا بنتي
تبادلت نظراتها بين ذاك الشاب الجميل التي تزيده دقنه المحدبة جمالا وابتسامته الساحرة.. وبين والديها وكأنها تقول للمرة الأخيرة هل أنـا على صواب
ما ان اطمئنت حتى أجابت بموافقة حتى اكمل المأذون عمله حتى أنهى عقد الزواج بقوله المشهور
"بارك عليكما وجمع بينكما في خير"
ما كاد ينهي جملته حتى تعالت الزغاريد والأصوات العالية والافراح..
ثم جلس العروسين على مكانهما قد أُعدت لهم.. يتلقون المباركات وما أن فرغ بعض الوقت لهما حتى أنتهز عمرو هذه اللحظة في رقصة بسيطة لهم في وسط الحديقة المزينةفي بيت ورد حتى تكون مكان للإحتفال بعد عقد الزواج
عمرو:هنفضل ساكتين كدا
ورد بإحراج:هقول إيه يعني
عمرو:انا بقيت جوزك خلاص يعني خلاص حطي عينك في عيني عادي.. هاا خلاص كلها يومين واعملك أحلى فرح في الدنيا
ورد:بجد يا عمرو
عمرو: اكيد اومال بضحك عليكِ يعني..
ثم اخذ يدورها مثل فراشة خفاضة أمامه تتحرك بخفتها وجمالها.. ثم أنتهى من رقصتهما في جو من السعادة والمرح.. واخذ يتبادلان التهاني مرة أخرى
وائل:مبروك يا عروسة
ورد وهي تلتف إليها بعد ما كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها:الله يبا... ثم شهقت شهقة عندما رأته:وائل..
خوف وقلق تمكن منها ما إن رائته أمامها وبجانبها يقف زوجها..
نعم قد أصبح زوجها الآن، ولكن ماذا إن عرف أنها كذبت وخبت تلك الحقيقة أنها كانت مخطوبة من قبل
ورد بصدمة:وائل
وائل بخبث:إيه يا عروسة مش تعزمينا
وجهت أنظارها حتى تتفقد أحدا من اهلها ينقذها من ذاك الموقف الصعب ولكنها لم تجد احدًا
وائل وهو يتجه بكلامه لــ عمرو الواقف بجانبها يتسامر مع من بجانبه
وائل: الف مبروك حضرتك.. يا زين ما اخترت فعلا
التف عمرو إلى مصدر الصوت وتبسم ابتسامة خفيفة قائلا:
الله يبارك فيك.. بس مين
كأن وائل كان بانتظار هـذا السؤال حتى يفجر مفاجأته.. وتبسم بخبث ونظر إلى تلك الواقفة تتسارع نبضات قلبها من القادم، ثم عاد نظره اليهِ قائلا:
أنـا ابقى خطيبها القديم.. وائل الدمنهوري، كنا هنتجوز بس
عمرو:بس محصلش نصيب.. عشان تبقى من نصيبي ، مش مهم ربنا يعوضك
وائل:هو حضرتك تعرفني
عمرو بثقة:اكيد.. ورد مخبتش عني حاجه وقالت ليا انها كانت مخطوبة بس مدخلناش في تفاصيل وعن إذنك بقى عشان انهاردة حفلتنا
ثم سحب خلفه تلك المصدومة مما حدث،
هل كذب، كذب من أجلها، لم يرد أن يقع بها في مأزق وموقف مثل هذا
من ثم توجهوا وأشار إلى الديجا أن يرفع اغنية جديدة، وصعدا إلى المكان المخصص للرقص وأمسك بيدها وبدأ معها التمايل على نغمات تلك الأغنية دون أن ينطق بحرف واحد، خيم الصمود عليهم لبضع ثواني حتى كاد يقتلها بصمته الغير مرغوب
_أنا آسفة
_على إيه
_عشان مقولتش ليك علي موضوع وائل دا.. وإنك تعرف بالطريقة السخيفة دي وإني حطيتك في موقف بايخ زي دا
_ليه تكذبي.. ليه مقولتيش ليه مصرحتنيش
_خفت.. ايوة خفت تمشي وتسبني ومترضاش بسبب إني كنت مخطوبة قبل كدا
_وأيه اللي يخوف في كدا
_عشان انا كنت مخطوبة لواحد طلع في الاخر تاجر مخدرات
_وأيه يعني هو انتِ اللي كنتي كدا ولا هو
_بس لما اهلك يعرفوا إني كنت مخطوبة لواحد تاجر مخدرات يمكن ماكنوش وافقوا علي الجواز
_بس انا بتجوزك أنتِ مش همّ
_مش عارفة هي طلعت مني كدا، مجرد فكرة أن تمشي وتسبني كانت صعبة..
ثم فرت دمعة من عينيها وامتزج صوتها بنبرة البكاء وأكملت:
لو حابب تكمل أو لا.. القرار بقى ليك دلوقتي.. وأنا مش هضايق أي كان قرارك
ثم همت مغادرة متجة إلى الداخل جلست مكانها دون حراك حتى أنتهت اجواء الحفل وذهب الضيوف.. وجمعوا الزينة والاشياء الأخرى وانتهى كل شيء
استيقظت تلك الحسناء على صوت أمها وهي تحاول أن تفيقها حتى ترى المفاجأة المنتظرة..
ورد بنعاس:في ايه على الصبح
سناء:قومي
_اقوم ليه
_قومي اجهزي والبسي فستان حلو كدا اطلعي على الجنينة..
_ليه. ؟
_أهل عمرو هنا وشكلهم مش مريحني.. وعايزين يشوفوكي
وكأن احدًا سكب على رأسها دلو من الماء البارد، أيعقل أن يكون أخبرهم ورفضوا، أم هو من رفض، ورفض أن يأتي حتى لا يراني،
فاقت من شرودها على صوت أمها
سناء:ورد.. ورد روحتي فين يالا قومي
ورد:حاضر عشر دقايق وأكون جاهرة
وخرجت أمها وهي تكتم ضحكتها.. وتتوجه إلى الجالسين..
عمرو:ها تمام.. أوعى تكونِ بينتي حاجه.. لا متقتلش
_طب تمام هطلع أنـا برا أتمم على كل حاجه الأول
في غرفتها نهضت بحسرة ثم اتجهت إلى المرحاض اغتسلت وارتدت فستان بسيط وحجاب بنفس اللون وغادرت متوجها إلى الحديقة حتى تقابل مصيرها
ما أن دلفت إلى الداخل حتى رأت الحديقة متزينة بالألوان والورود.. كانت في غاية الجمال، وما ان كادت تخرج من صدمتها حتى وجدته أمامها بكامل روقنه وجماله واتجه إليها وطال النظر بينهما.. بين الأعين المُحبة..
_بصدمة ودموع:كل دا عشاني أنـا
_أمم إيه رايك
_يعني مش هتسبني
_تؤتؤ.. وأن أقدر أسيب وردتي بردوا..
_إيه وردتك.. أنا
_إيه كمية الصدمات دي..
_مش مصدقة.. أنك ادتني فرصة تانية..
_بعيد عن كدبك يعني بس انا كنت عارف
_كنت عارف إزاي
_يعني اهلك قالولي لما وافقتي عليا.. بس كنت مستني أنك تيجي تقوليلي بنفسك
_يعني أنت عارف وسايبني في الحوسة دي
_كان لازم عشان تتربي.. وتبطلي تخبي عني حاجه وتعرفي أني امانك وسرك وضهرك وجوزك وإني مستحيل أسيبك عشان اي سبب وإن يكون في ثقة اكتر من كدا يا وردتي..
_أنا بحبك اوي
وأنا كمان يا وردتي..
"عندما نظرتُ في عينيك
عندما شعرتُ بنبضاتِ قلبكَ
عندما سكنتُ روحكَ
وتغزلت بكَ بيوت شعري وقافيتهُ وأوزان كلماتهُ
أدركتُ حينها أنني وقعتُ في غرام عشقك..
بقلم 'هاجر حجازي'
تمت بحمد الله 🥀
التصنيف
اسكريبت
💖💖💖
ردحذف