اشتياق عاشق


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


*إشتياق عاشق*
سَيبقىٰ الخمارُ زينتُكِ؛ التي أفتخر كونكِ زوجةً لي وتردينه؛ لم أتمكن يومًا بإفصاح ما بداخلي لزوجتي، وكم ينبع هذا القلبُ الذي بداخلي حبًا شدشدًا لها، قبل الزواج لكونها ملتزمة، ولا تعترفُ بأي علاقة غير شرعية، وبدأت قصة حبي تزدادُ بعد الزواج؛ لم أتوقع أنها ستكون بكل هذا القدرُ من الجمال مع كُل حزنها ذلك؛ فأنا لم أحظىٰ برأيتُها قبل الزواج عن قرب، ولكن سأتمكنُ من رؤيتها عن قربٍ بعد الأن، وسأحظىٰ برؤية الذي الوجه الفاتن كل صباح، وسأعترفُ لها بحبي دونَ خوفٍ أو قلقٍ بعد التخلص من ألام قلبها، وفي اليوم التالي وبالأخصُ حيث بدأ المأذن يرفع صوتة ويقولُ الصلاة خير من النوم حيثُ وجتُها تفتح باب الغرفة، وتدعوني للنهوضِ لكي نصلي الفجر جماعة؛ ولكن أنا لستُ متعودًا علىٰ النهوضِ في هذا الوقت. 
قالت لا بأس؛ ولكن تصور معي؛ لو أتىٰ الرسولُ إلينا في هذا الوقتُ وقال لكَ: لماذا لم تنهض لتصلي ماذا ستقول له؟ ستقول له لستُ متعودًا علىٰ النهوض مبكرًا؛ هل سيقدرُ لسانُك علىٰ قول ذلك؟ *"ومن هذه الكلمات أحسستُ قلبي سينشطر نصفين"*، وهممتُ بالنهوض سريعًا من علىٰ الفراش أتوضأ؛ وفي نفس التوقيت كم زاد حبي لتِلكَ الفاتنة الحسناء، وكم أعجبني إلتزامُها." ثم هممنا نصلي الفجر جماعة، ثم إنتهينا وظننتها ستنام، ولكن اتَسعت عيناي من شدة مفجأة بأنها أحضرت مصحفًا، وجلست علىٰ أريكة قُرب نافذة صغيرة، تتسلسل منها الشمسُ صباحًا، وسألتها ماذا ستفعل، وكان وجهها في غاية الدهشة من سؤالي هذاقالت: سأتلوا القرآن حتى تشرق الشمسُ، قلت لها: لن تنامي كان ردها لا. 
*وكم أحب وجهك وعيناكِ اللذان يبديان كما اللؤلؤتان، إبقي جانبي ولا تبتعدين، فإن قلبي بكِ معلق، فلا ترحلين*
هممتُ للسير إلىٰ الغرفة، وفكري مشوش هل يوجد إنسان علىٰ هذه الحياة مثلُكِ؟ مع كل هذا الحزن، وموت أبويها لم تنسىٰ ربُها كما هي قوية حقًا، أغمضتُ عيناي وتسللتُ إلىٰ بئر أحلامي من جديد. 
الساعة الأن 6:44 حان وقت نهوضي للذهاب إلىٰ العمل. 
استيقظتُ، وسرتُ نحو المكان التي كانت تجلسُ فيه تقرأ القرآن ولم أجدها، أحسستُ أن قلبي يتمزق، وباتت الأن أفكارٌ كثيرة تتسلسل إلىٰ عقلي أين ممكن أن تذهب؟ هل رحلت؟ هل ذهبت وتركتني وحيدًا؟! 
سمعتُ باب يغلق بالخارج بهممتُ مسرعًا فوجتها كنت أريد أن أضمها، وأقول لها أين رحلتي وتركتيني مشوش الأفكارِ؟ 
ولكن شئ بداخلي منعني عن فعل ذلك، تحدثت هي وقالت: هل استقظتُ أخيرًا ألم تتأخر علىٰ العمل، وعلى العمومِ لقد جهزتُ الفطور منذ قليل، وذهبتُ إلى السوق لكي أشتري بعضَ الأغراضِ، وقبل أن أذهب ذهبتُ إلى غرفتكَ، وحولتُ كثيرًا أن أيقظك، ومحاولاتي باتت بالفشلُ لأنكَ لم تستجب لندائي. 
لا بأس أنا لن أذهب إلىٰ العمل اليومِ "قلبي بات ينادي عليكِ وأنتِ لا تستجيبي، أنتِ بقربي، ولكن لا أستطيعَ أن أضمُك إليا وأخبركِ عن مدىٰ حبي لكِ"
مضى أسبوع علىٰ زواجُنا، وكلٌ منا ينامُ في غرفةٍ إلىٰ متى سيبقىٰ الحالُ هكذا؟ ويبقى الحزن يخيمُ علي قلبكِ؟، متى سيتغير الحال؟ ولكن لا بأس لعله خير أهم شئ أنها بقربي، وأستطيع رأيتها كل يومٍ وهذا يكفيني، وفقدانها لأبويها ليس بأمرٍ سهلٍ، ولكن أن جعلتني قريبًا منها باستطاعتي أن أُخَفف هذه الألمُ قليلِ بحبي، وإهتمامي. 
يشتاق حنيني إليكِ وأنتِ لا تشعرين متى ستستجبينَ لنداء قلبي
مضى الوقتُ سريعًا وها أنقض عامًا علىٰ زواجنا وأنجبتُ رضيعًا، وأسميته عبدالرحمن ليكونَ عبد الله المُخلصَ، الرحيم بأبويه، وجميع من سيدخلُ حياتِة.
جميل مثل أمه وجهه يملك روحًا ملائكية يا له من رائع. 
حان الأن وقتُ شراء ملابس لهذا الرضيع الصغير ولأول مرة سأصتحبه هو ووالدَته للخروج لنذه أطلقتُ كلمة نزهة علىٰ هذه الخروجة لأنها ستشهدُ أن هذه أول مرة أخرج مع زوجتي وحدَنا الأن نحن في وسط الشوارع، والسيارات، أطلق حبي لفتاتي البرئية ينبعث مني، ويظهَرُ، حيثُ تظهر أيضًا علماتِ الغيرة عندما أصدم كتفها في كتف رجلٌ أخر كُنت أريد الرجوع إلىٰ المنزلَ، فقد شعرتُ أن دماء جسدي تفورُ من كثرة غيرتي عليها، لكن تذكرتُ أننا سنكون ولأول مرة لوحدنا في مكان عام، وأفتخرُ أنها زوجتي فخمارُها يزينها "ستظلين حرية بالنسبة لي فخمارك الذي ترتدينه جعلكِ تمتلكين قلبي يا ضي عيني، وملاكي"
عدنا إلىٰ البيتُ، وتظهرُ علمات السعادة علينا جميعنا، ويختلط على وجهه زوجتي علامات السعادة، والفرح، وعلامات الحزن من فقدان أبويها مازال يتواجد في قلبها، وحيثُ يبدوا أيضًا علىٰ وجه الصغير علامات السعادة. 
أحستتُ أن روحي عادت لي من جديد، أحستتُ لو كأنها كانت تائة مني منذ زمن بعيد. 
دخلتُ إلىٰ الغرفة وهممتُ إلىٰ النوم، وتتركزُ فكرة واحدة برأسي وهي أن أعترف بحبي لها فأنا لم أعد أودُ الإنتظار أكثر من ذلكَ فلقد أشتقتُ إليها، وزاد حنيني كثيرًا عما سبق. 
سأعترف بحبي غدًا، وسأبحث عن الطريقة المناسبة للأعتراف لها بذلك أريدُ فقد بعض الشجاعة لفعل ذلك. 
في اليوم التالي أحضرتُ والدتي إلىٰ البيتُ لا لأجل المكوس معنا؛ بل لأخذ الرضيع بعض الوقت لكي أتمكن من الحديث مع زوجتي، وأخبرها عما في قلبي، أخذت أمي الرضيع، وأخبرتنا أنه سيمكس معها يومان لا أكثر بسبب أن والدته لا تحتمل مفراقتة فهو الذي يخفف ألام قلبها، كان يظهر على وجهها الحزن لمفارقة الرضيع " وكم أتمنى أن أخذك بين ضلوعي وأخبأك، فدعي الرضيع لأني أغار منه" 
أتىٰ الليل وأتىٰ معه الكلام المحمل بقلبي منذ سنوات سأخبرُك عما يدور في رأسي، وكم أنا أحبك، وكم أشتاق إليكِ. 
أتى الليل وكانت تجلس علىٰ المقعد الذي تعوتُ أن أجدها جالسةً عليه. 
كانت تتلوا سورة يوسُف، وأسمعها دائمًا تتلوها أكثر من أي سورةٍ أخرىٰ، فقطعتها عمدًا، وأخبرتها بأني أريدُ التحدث اليها، فتجاوبت معي، وقالت لي تفضل أسمعك. 
شعرتُ أن جسدي تجمد وأنا قلبي يرفرف لكوني سأخبرها بحبي الشديدُ لها. "وقد حان الأن أن يفتح قفص قلبي، ويخرجُ كُل مغذى من معنىٰ كلمة أشتياق"
أمسكتُ يدها، وبدأت بالحديث بقول إسمُها الذب كنت متعودًا على نطقة وحيدًا دون أن يسمعني أحد، وبينما لم أعرف قد رسم على وجهها علامات الأستغراب من كلماتي أم لا، فأكملتُ كلامي بقولي أني أشتقتُ لها كثيرًا، وأخبرتها أني مغرمٌ بها، وأحلم منذ سنين أن أخبرها تلك الكلماتِ، ولكن لم أتمكن من ذلك بسبب حزنها على والديها؛ قضيتُ وقتًا طويلًا وأنا أتحدث وأقول عن مدى حبي، وإشتياقي. 
ورفعتُ رأسي إليها لكي أخذ جوابًا منها علي كلماتي وها أنا أنظر في عينيها أجدهما أمتلئتان بالدموع، وجتها تحتضني بقوة كأنها تريدُ أن تختبأ بين ضلوعي. صمتها كان ورائة كلماتٌ كثيرة، هدأتها ببعض كلماتٍ، حتى هدأت وجلستُ بجوارها وأعترفت لي بحبها أيضًا الذي كان لا يقل شئ عن حبي لها. 
وها قد هدأ إشتياقي.
 وكبر عبدالرحمن وصار في التاسعة عشر من عمره، صار شابًا يعتمد عليه، ووالدته ببراءتها، وعفتُها اللتان أحببتهما فيها مازالوا يمكسون معي، وغيرتي التي لا توصف التي كلما كنا نذهبُ إلىٰ مكان وأجد من يطلعُ عليها أشعر أم دمائي تفور، ومع مرور الوقت، والأعوام سأظلُ المُشتاق العاشق، وستظلُ غيرتي وحبي يحاوطها.
"وستظلين بعفتُكِ تملكين قلبي، وخماركِ تحتلين عقلي؛ كلاهما مِلكُكِ، وعشقي لكِ وحدُكِ"
سمر أحمد'زهرة'.
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان